بعض رموز الصحافة وكتاب الرأي وقليل من قادة الرأي العام المؤثرين اتخذوا من القيادة العسكرية والسيادية “تختة تنشين” يصوبون نحوها أعيرتهم النارية بمناسبة وبغير مناسبة ويطلقون صوبهم اتهامات لا تسندها بينات ولا تقوم على أساس متين ولا تقوى من الله.
وهم في ذلك لا يراعون الظروف الموضوعية التي تمر بها البلاد ولا يبالون بالتوقيت ولا بالحالة الأمنية ولا بالسياق الحرج الذي يكتنف البلاد وهي تواجه حرب ضروس وعدوان خارجي واضح القسمات من دول وقوى إقليمية ودولية لم تعد تخفي ترصدها وإصرارها على المضي في عدوانها على السودان الدولة الأرض والشعب والسلطة.
بعض هؤلاء الرموز لا نشك في وطنيتهم ولا في ولائهم لبلدهم ولا في وقوفهم ضد العدو منذ اليوم الأول، وهنا مربط الفرس، فهولاء بتصويب سهام كلماتهم النارية نحو القيادة العسكرية والسيادية بهذه الطريقة العشوائية فإنهم يؤدون مهمة غاية في الخطورة لصالح العدو ويرفدون نهر دعايته السالبة بمزيد من الطوفان وهم لا يشعرون.
ولئن سألت هؤلاء لم تفعلون ذلك يقولون إنما نريد الإصلاح ما استطعنا، وقد يسوق لك أحدهم واقعة الحباب بن المنذر الشهيرة في غزوة بدر حين أدلى برأي صائب حول الموضع الأفضل لنزول جيش المسلمين قرباََ أو بعداََ عن ماء بدر، وهي واقعة لا علاقة لها بما يفعلونه من استهداف غير مبرر للقيادة.
ولهؤلاء نقول رفقاََ بالقيادة فقد ظلت هذه القيادة ومنذ اليوم الأول للعدوان تدافع عن وحدة وسيادة وبقاء الدولة السودانية وما تزال على العهد مع الشعب لم تنل منها كل الضغوط والإغراءات والتهديدات الخارجية ولم تخن عهدها مع الشعب ، وهي تواجه طوفاناََ من العداء ، وخذلاناََ غير مسبوق من القريب والبعيد، قيادة استطاعت وبالرغم من كل هذا العداء والتربص أن تقود مسيرة النصر باقتدار وبصلابة وقوة فريدة من نوعها لم يشهدها تاريخنا القديم ولا الحديث.
إنه من غير المقبول أن يتمترس البعض داخل قواقعهم السياسية أو الآيدولوجية ثم يطلقون سهام اتهاماتهم الجزافية صوب القيادة ، وتعلو أصواتهم كنقيق الضفادع بالنقد الهدام بلا وجه حق وبلا دليل إلا من القيل والقال ، يسترقون السمع ويخطفون الخطفة ثم يهرولون بما سمعوا يدبجون به المقالات ويظنون أنهم يحسنون صنعاََ.
ولهؤلاء أقول كفوا أقلامكم عن الطعن في القيادة حتى لا تكونوا عوناََ للعدو عليها وأنتم لا تشعرون ، فإن كان لكم ثمة مناصحة للقيادة وهي مطلوبة فليكن ذلك في نطاقها وأنتم من المقربين إليها وأبوابها مفتحة لكم ، أسروا لهم بنصحكم وجهاََ لوجه بعيداََ عن الأضواء وبعيداََ عن أبواق العدو من صناع الشائعات ومزيفي الحقائق وهم كثر وموجودون من حولكم.
إن تعظيم القيادة والرفع من شأنها والكف عن الطعن فيها في حالة الحرب لهو فريضة وطنية خالصة لله ثم للوطن ولهذا الشعب الذي ذاق ما ذاق من صنوف التنكيل والذلة والإهانة على أيدي ميليشيا آل دقلو الإرهابية وداعميها في الخارج والداخل.
لا تعملوا على إضعاف هيبة القيادة العسكرية والسيادية وإظهارها بمظهر لا يتناسب مع حجم التحدي والخطر الذي يتهدد كيان الدولة كله، ومن كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.