الخميس, أبريل 24, 2025
الرئيسيةمقالاتدور الأسرة والمدرسة في غرس السلوك الإيجابي ...

دور الأسرة والمدرسة في غرس السلوك الإيجابي بقلم / عبد القادر عمر عبد الرحمن

إذا كنا نؤمن بأن نهضة السودان تبدأ من تغيير السلوك، فإن أولى محطات هذا التغيير هي الأسرة والمدرسة، فهما المعمل الحقيقي لصياغة الإنسان السوداني الجديد، القادر على البناء لا الهدم، وعلى العطاء لا الاتكالية.

الأسرة هي المدرسة الأولى التي يتشرب منها الطفل قيمه الأولى، وسلوكياته الأساسية. عندما يرى الطفل والده يحترم النظام، ووالدته تحرص على النظافة، وإخوانه يلتزمون بالمواعيد، فإنه يكتسب هذه القيم تلقائياً دون تلقين. أما إذا نشأ في بيئة أسرية تستهين بالقانون وتبرر الخطأ، فسوف يتشرب الفوضى كأنها أمر طبيعي.

ثم تأتي المدرسة لتُعزز هذا الدور التربوي، فليست المدرسة مكاناً لتكديس المعلومات فقط، بل هي ورشة لتشكيل الوعي والسلوك. ولكن للأسف، فإن ضعف المناهج، وغياب القدوة في كثير من المدارس، حولها إلى أماكن جافة، تفتقد الروح، فلا تنمّي انتماءً ولا تغرس قيماً.

إذا أردنا تغيير السلوك السالب إلى إيجابي، فعلينا أن نُصلح الأسرة والمدرسة أولاً. علينا أن نعيد الهيبة للتعليم، ونُعيد الاعتبار للمعلم، وندمج التربية مع التعليم، ونُشرك أولياء الأمور في العملية التعليمية والتربوية، لنصنع معاً جيلاً جديداً قادراً على النهوض بالسودان.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات