حقيقة أكتب هذا المقال وانا لست سياسيا و لا انتمى لجهة او حزب معين ادافع من اجله. ولست صحفيا محترفا أحلل تحليلا سياسيا أو خبيرا استراتيجيا اخرج للتنظير في القنوات عبر الاسافير. إنما مواطنا سودانيا تربى في حضن هذا الوطن و نلنا درجاتنا العلمية بين ردهات مدارسه و جامعاته واكملنا مسيرة أساتذة كبار سبقونا في التأسيس واعطونا العلم وما بخلوا في قاعات جامعة عظيمة الا وهي جامعة الجزيرة. ساهمت عروس الجامعات هذه في نهضة هذه البلاد ورفعتها. ومنذ تخرجنا واصلنا درب أساتذتنا الكبار في تنشئة أجيال جديدة تحل محلنا وتحمل الرسالة من بعدنا وتساهم في رفعة هذا البلد الكريم المعطاء وهذه هي سنة الحياة. أنا الآن كمثل غيري من الاساتذة الجامعيين مشردا بين الولايات الآمنة ومعي اسرتي الصغيرة بعد أن دمرت ونهبت جامعتنا. وسرقت منازلنا في المدينة الجامعية والتي نلناها بعد عمر طويل من الخدمة في الجامعة بمنافسة شريفة وحساب دقيق للدرجات. مثلي الكثيرون من بني جلدتي هائمون بين الولايات يكابدون مآسي النزوح وفقدان الدار الآمن . نحن راضون بقضاء الله وصابرون من اجل عيون هذا الوطن العزيز ومنهم ايضا الذين هاجروا لدول اخرى يعانون مرارة الغربة وصلف السلطات الخارجية غريبو الوجه واليد واللسان.
حقيقة مادعاني لتسطير هذه المقدمة الطويلة أنني استمعت الى خطاب السيد عبد الله حمدوك الذي أسماه نداء السودان واحسست أن حياة الرجل في الخارج قد ابعدته كل البعد من قراءة الواقع بصورة سليمة فبدأ لي كماري انطوانيت عندما سألت لماذا يثور شعبها؟ فأجابوها أنهم يعانون من الجوع قالت لهم فليأكلوا باسطة. طالب السيد حمدوك في نداء السودان بإجتماع بين السيد البرهان وقائد الدعم السريع الميت الحي بغرض الإيقاف الفوري للحرب وفاتت على فطنة السيد حمدوك ان هذا المكون الذي اسمه الدعم السريع قد خرج من قلوب الشعب السوداني للأبد وذلك بعد الفظائع وجرائم الحرب التي ارتكبها. هذه الحرب التي لم يشهد العالم لها مثيل فحتى الحروب لها قيم و مبادئ ومثل تجاوزتها آلة القتل بحرق الأبرياء الاحياء في معسكرات الايواء واغتصاب النساء وبقر البطون وقتل الشيوخ والأطفال ونهب البيوت واحتلالها بينما اصحابها المالكين قد تفرقت بهم السبل نزوحا وتشردا ولولا أن اهل السودان اهل جود وكرم وكالجسد الواحد لكتب على هذا الوطن الضياع. مجرد ما وصلت لقناعة التفاوض فهذا يعني ضمنيا اعترافك بالآخر ومعايشته واقتسام اللقمة معه وغفران خطاياه. اقول بكل ثقة أين ستجد هذا الشعب الذي سبقبل لك بهذا الذل والهوان؟ الشعب السوداني سيادة الزعيم الآن كله يغلي كغلي المرجل ويطالب بثأره واستعادة كرامته الذبيحة. الامر الثاني أنا اوجه للسيد حمدوك سؤالا اخرا لماذا تعمدت أن تخفي في خطابك الجرائم التي ارتكبها الدعم السريع ولم تتعرض لها وصرت كالطالب الذي يخفي تتائج بحوثه العلمية السلبية من رسالته العلمية. وسؤالا اخرا ماهي القضية العادلة التي يقاتل من اجلها الدعم السريع؟ وهم الذين يمتلكون مناجم الذهب والبيوت والسيارات الفارهة ويتزوجون من النساء مثنى وثلاث ورباع ويتمتعون برواتب خرافية بينما البرفيسورات والأساتذة الجامعيين يكابدون من اجل لقمة العيش ويحلمون بقطعة ارض صغيرة يبنون فيها عشة صغيرة. الشعب السوداني الآن يتعامل مع هذه المجموعة كمجموعة متمرده خارجة عن القانون مجموعة من الغزاة البرابرة الذين يودون احتلال وطنهم العزيز مجموعة من عربان شتات ومرتزقة مخدرون بالمارجوانا والأفيون من كولمبيا بقارة اميركا الجنوبية. أين هي قضيتهم العادلة؟ التي يقاتلون من اجلها. أود اخيرا ان ارسل رسالة في بريد السيد حمدوك ان هذا الشعب البطل الآن يقاتل بامر دينه الاسلام بعد ان صار الجهاد عليه فرض عين هذه الحقيقة ايات تتلى من كتاب الخالق العظيم وبلغها نبيه الكريم وليس اوامر اتية من حزب او جهة سياسية انما هي امر رباني. الشعب السوداني كله الان يقاتل ويجاهد مع جيشه لدحر التمرد والغزو الخارجي والتغيير الديموغرافي واحتلال بلاده وحفظ عرضه وهو يتلو هذه الأيات العظيمة ( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله)*
صدق الله العظيم