الإثنين, مارس 10, 2025
الرئيسيةتقاريرصمود أهل الدلنج .. الرصاصة التى هزمت الأعداء. ...

صمود أهل الدلنج .. الرصاصة التى هزمت الأعداء. الدلنج : هبة فتحى

 الشمس تشرق وتتمدد أشعتها كل صباح إيذاناً بفجر يوم جديد يحمل بين طياته الكثير من الأخبار والآمال والتطلعات والطموحات ويعقبه نهار الفرح والإحتفال بإنتصار جديد سطرته القوات المسلحة السودانية فى مختلف محاور القتال لكن هذه المرة أشرقت شمس الصباح وأشعتها قد إشتد ضياؤها فجاءت الأخبار سريعة وتصاعدت شدةُ الأفراح بأن عروس الجبال الدلنج الصمود تتهيأ لتزف عروساً لإنتصار جديد سجله أسود الفرقة الرابعة عشر مشاه بكادقلى وأبطال اللواء ٥٤ الدلنج بعد أن دفعوا مهر الدلنج أرواح غالية فى سبيل  فك الحصار عن المدينة من الناحية الجنوبية وفتح الطريق الرابط بينها وبين كادقلى وهزم أقزام الحركة الشعبية جناح الحلو وطردهم من منطقتى الدشول والكرقل الواقعتين على الطريق واللتان كانت يسيطر عليهما أوباش الحركة الشعبية لإغلاق المنفذ الوحيد للدلنج من ناحية الجنوب . 

الدلنج التى حوصرت من مليشيا الدعم السريع شمالاً عند مدينة الدبيبات حاضرة محافظة القوز وجنوباً حاصرتها الحركة الشعبية صمدت وصبرت وثابرت وأبى كبرياء وشموخ أهلها أن يستسلم للعدو رغم الحصار وإنقطاع الغذاء والدواء عن المدينة فعاشت الدلنج لما يربو من العامين حصاراً فقدت خلاله الأسر فلذات أكبادها جراء الإصابة بأمراض سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات وتناول شعبها حشائش الخريف كوجبة أساسية متشبسين بالحياة رغم المآسى والحصار . شعب الدلنج الصامد المحتسب ظل قوياً شامخاً كشموخ جبال الدلنج وقوة مندى بنت السلطان عجبنا التى هزمت بها الإنجليز . وإختار أهلها طواعية الإنحياز للحق والتلاحم مع القوات المسلحة وقوات الشرطة وقوات جهاز الأمن والمخابرات العامة فكل مرة يحاول مرتزقة آل دقلو وقطيع الحركة الشعبية الهجوم على المدينة يتفاجئون ببسالة أبطال اللواء ٥٤ الدلنج والقوات المساندة لهم ومواطنو الدلنج من خلفهم يهزمونهم شر هزيمة ويطردونهم كالكلاب الضالة . الدلنج التى عانت من إنعدام الغذاء والدواء وحرم أبناؤها الممتحنون للشهادة السودانية من الجلوس للإمتحان عقب تعنت الحركة الشعبية ورفضها لدخول الإمتحانات للمدينة ظلت صابرة وصامدة حتى نالت ماأرادت إنتصاراً باهراً حقتته القوات المسلحة وقوات الشرطة وقوات هيئة مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة بفتح الطريق جنوب المدينة حتى كادقلى جاء الخبر كنزول الغيث من السماء مفرحاً مبهجاً حينها إمترجت دموع الفرح بأصوات التكبير والتهليل والإبتهال بخالص الدعوات لنصرة القوات المسلحة حتى تطهير أخر شبر من أرض جنوب كردفان . والدلنج كانت كالعهد بها وبأهلها خرجت وأصطف مواطنيها على جنبات الطريق من مدخل المدينة وحتى قيادة اللواء ٥٤ لإستقبال والى جنوب كردفان ولجنة أمن الولاية والقيادات الأهلية ورموز المجتمع القادمين من كادقلى . الوالى فى أول زيارة له للدلنج وبعد أن تلقى تنويراً أمنياً بقيادة اللواء ٥٤ مشاه الدلنج ذهب ليعانق أشواق أهل المدينة ويشاركهم الفرح بهذا الإنتصار الكبير وبالساحة الشعبية خاطب محمد إبراهيم عبدالكريم لقاءاً جماهيرياً حاشداً حيا فيه عزيمة أهل الدلنج وثباتهم وصبرهم ومثابرتهم وصمودهم وجهادهم وشجاعتهم ومواجهتهم للعدو وتلقينه دروساً لن ينساها وقال إن مدينة الدلنج هى أول مدينة هزمت الدعم السريع والحركة الشعبية هزيمة نكراء وإن هذه الحرب وحدت وجدان أهل السودان وردت الخائنين خائبين مهزومين وإن السودان سيظل هو السودان رغم محاولات وإمكانيات العدو لتقسيمه . ووجه الوالى المدراء التنفيذيين بفتح الطرق وتشجيع أصحاب المركبات السفرية على السفر بعد أن أصبح الطرق آمن بفضل القوات المسلحة وقدم عبدالكريم فى حديثه صوت شكر لقبائل دار حمر على كل ماقدموه لشعب الدلنج خلال الحصار ولحظاته الصعبة وحيا العاملين بالخدمة المدنية الذين ظلوا يداومون فى العمل على الرغم من عدم صرف الرواتب مناشداً المواطنين بالحرص على محاربة كل ما يضر بأمن الدولة بجانب مضاعفة الجهود لبناء السودان مابعد الحرب كل فى مجاله بالإضافة إلى توحيد الصف خلف القوات المسلحة وإعادة النظر فى إدارة موارد البلاد لإبعاد الطامعين فى خيرات السودان .
من ناحيته أكد قائد اللواء ٥٤ مشاه الدلنج العميد الزاكى كوكو خالد أن القوات المسلحة تمكنت من فك حصار المدينة الذى فرض عليها منذ بداية معركة الكرامة وأن الطريق بين الدلنج كادقلى أصبح آمن الأن وأضاف أن المدينة عانت كثيراً خلال فترة الحصار من إنعدام الغذاء والأدوية المنقذة للحياة لكن شعبها ظل صابراً محتسباً حتى تحقق النصر الكبير بهزيمة مليشيا الدعم السريع والحركة الشعبية جناح الحلو وتكبيد قواتهم خسائر كبيرة فى الأرواح والعتاد فى كل مرة يجرؤن فيها على مهاجمة المدينة ويعود من بقى منهم يجر أذيال الهزيمة النكراء كل ذلك تحقق بفضل تلاحم أهل الدلنج وتكاتفهم مع القوات المسلحة وقوات الشرطة وقوات جهاز الأمن والمخابرات والمستنفرين . بهذا تكون الدلنج وأهلها قد قطعوا أكثر من نصف الطريق نحو فك الحصار بالكامل فقط تبقت أن تشرق شمس يوم حديد تطل أشعتها نحو الدلنج حاملة خبر تحرير وإسترداد مدينة الدبيبات وكنسها من دنس مرتزقة الدعم السريع ليصبح الطريق إلى مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كرفان آمناً ومن ثم تستقبل الدلنج قوافل المساعدات الإنسانية والبضائع والأهم من ذلك الأدوية المنقذة للحياة لتستقر الحياة فى المدينة الصابرة وتعود إليها كل الأسر التى نزحت قسراً من الدلنج والكرقل وبقية المناطق الأخرى التى عانت من الحصار المشؤوم .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات