السبت, مارس 15, 2025
الرئيسيةمقالاتزاوية خاصة... ...

زاوية خاصة… نايلة علي محمد الخليفة عن الشهيد…خذ من اوجاعنا ماتطهرنا به

البحر من الرجال الواسع المعروف ، البحر الواسع العلم ، وهكذا كان الشهيد الفريق ركن بحر أحمد بحر ، وجمع البحر أبْحُر وبُحُور وبِحارٌ ، وجميعها تتقاصر دون قامة بحر الإنسان ، وبنات البَحر سحائبُ رقاق بيضٌ يأتِينَ قبل الصيف ، وقلب الشهيد الفريق ركن بحر هكذا رقيق أبيض كالسحب البيضاء ،ورجل بَحْر كناية عن سعة الصدر وما اوسع صدر الشهيد ، والبحر هو متسع من الأرض أصغر مِن المحيط مغمور بالماء المِلح أو العذب ، وبحر الشهيد بحرٌ من المياه العذبة التي لا تخالطها الأملاح ، وتشغل البحار والمحيطات والأنهار أكثر من ثلثي مساحة الكرة الأرضية ، وهكذا بحر الشهيد شغل ٩٩% من مساحات الإحترام والتقدير في قلوب الناس بتواضعه الجم وإنسانيته اللا محدودة .

شاءت الأقدار والآجال أن يمضي بحر إلى ربه شهيداً مع ثلة نحسبهم أطهار أخيار من أبناء السودان عسكريين ومدنين في هذا العام والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية والمدينة والحي والبيت الذي سقطت فوقه الإنتنوف التي كان تقلهم في رحلتهم من وادي سيدنا إلى بورسودان ، نعم هي أقدار الله وأحكامه النافذة التي لا أعتراض عليها ونصيبنا نحن المخلفون القاعدون أن تظللنا غمامات الألم على فقدهم ولا نملك إلا أن نقول اللهم خذ من آلامنا وأوجاعنا صدقات تطهرنا بها من الذنوب.

نتألم لمرارة الفقد ونتجرع كؤوس الأحزان ولكن عزاؤنا أن شهادتهم بشارة لنصرٍ آت ولفتوحات قادمة وقد كان الشهيد الفريق ركن بحر من المبشرين بالخير المتفائلين بغد أفضل لسودان مابعد الحرب ما أن دخلت عليه مستفسرة عن أمرٍ يقلقني إلا وهدأت نفسي وسكنت إلى طمأنينتها فآخر حبال الوصل بيننا كانت على أيام فك الحصار عن الإشارة والقيادة العامة وعندما ظهر الشهيد بحر على عجل مع الشباب ظهر وكأنه ظهور الوداع ولكن نحن لم نلتقط الإشارة فمددت حبل الوصل إليه مهنأةً بالإنتصارات بعد يومين من مواقيتها واعتذرت له عن التأخير والتقصير وبررت له أن الفرحة قد أنستني أن أبارك له النصر وهو أحد صانعيه فرد علي بإقتضاب (الله يكرمك أختنا وبتنا نايلة النصر لم ياتي إلا بدماء الشهداء ودعوات البسطاء من أهل السودان ومانحن إلا وسيلة) .

رغم اني اعلم أن الشهيد بحر ليس له من الوقت مايمكنه من الأخذ والرد ولكن حرصت أن أسأله ياسعادة الخرطوم ألم يحن ميقات عودتها كباقي المدن فقد طال إنتظار الناس فأجاب بتقدير البشر بإذن الله الكل سيصوم رمضان هذا العام في بيته ولكن لتدابير وأقدار الله مالا نعلمه ، هكذا كان أيمانه وصدقه الذي قدمه للناس ، فالشهيد بحر مدرسة لها طلابها واساتذتها ومحبيها كما غيره من الشهداء الذين نحسبهم في مقام الشهادة عند الله سبحانه وتعالى ، اللهم تقبل شهداء الوطن واشفي جرحاه وفك أسراه وأطبق الأرض والسماء على من عاداه…لنا عودة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات