الثلاثاء, مارس 11, 2025

“أنفال” بقلم:بدرالدين عبدالرحمن”ودإبراهيم” حرب الكرامة..خذلان السودان!.

ظل العالم وتحديدا -الإسلامي والعربي والإفريقي-،يقف متفرجا على مايجري في السودان من (قتل ونهب وإغتصاب وتهجير)ومحاولات مقيتة لتفتيت مكونات الدولة،لأجل السيطرة المزعومة عليها، بغية أن يتم إستغلال ثرواتها الطبيعية.
كشفت “حرب الكرامة” زيف الأقنعة والشعارات الإسلامية العربية والإفريقية التى كانت تدعو للتكاتف والتعاضدد ومجابهة الأخطار والمهددات كأن أمة العرب وأفريقيا والإسلام أمة ذات جسد واحد.
أماطت “حرب الكرامة” السودانية اللثام عن أوجه لاتحمل الا الوعود البراقه الكذوبة،وعن مصائر ونوايا أقوام يبحوث فقط عن مصالحهم الذاتية،وعن توجه “عربي،إفريقي ،إسلامي” إفتقد النخوة والشهامة حين أشاح الوجه عن المأساة الموجعة التى جرت في غزة،ثم سوريا واليمن،إذ لم يكن السودان إستثناءا من هذا التماهي الغريب مع وقائع القتل والتهجير الممنهج لبني الجلدة!!.
لم يجد السودان “المأزوم” الإ دولا محددة ساندت ودعمت بماتملك من قدرات مختلفة،ومن بين الركام “المؤسف” هذا تصدر الموقف المصري بجدارة،”مصر” التى أعلنت وبعبارات واضحة لالبس فيها دعمها اللامحدود للقوات المسلحة ولمؤسسات الدولة،وللشعب السوداني الذي وجد أرض “مصر”ملاذا آمنا مفتوحا على مصراعيه له.
الموقف المصري الرسمي والشعبي تجاه “حرب الكرامة”كان موقفا قويا ومؤثرا وعظيما،وسيظل موقفا محفورا فى الذاكرة السودانية الرسمية والشعبية التى ستقوم برد الجميل المصري بأحسن وأفضل منه.وبلا شك سيكون السودان وطنا مخلصا لكل أبناء الشعب المصري النبيل الذي إستضاف شعب السودان -بروح لم يكن لها مثيل-خلال هذه النكبة السودانية الموجعة.
أضف الى ذلك الموقف الأرتري الذي شابه موقف جمهورية مصر العربية الشقيقة من حدث المساندة والقوة والدعم وإستضافة أهل السودان الكرماء الذين وجدوا ضيما غير مسبوق بغير ماجرم منه!.
لم يجد السودان في محنته هذه الا دعما “إسلاميا،عربيا، أفريقيا”خجولا،دعما متشحا بالإستحياء،دعما لم يتعد في الغالب “الدواء والغذاء والتمور”،في الوقت الذي كان فيه السودان ومايزال يحتاج للسلاح المتطور،ويحتاج لدعم خزينة البنك المركزي بالمال المباشر لتسديد فواتير باهظة الثمن متعلقة بالعملية العسكرية والوضع الإقتصادي المعقد،ويحتاج لتشكيل موقف موحد للجم “إمارات الشر”حتى ترفع يدها عن دعم مليشيا “آل دقلو”،الذين نزلوا دركا أسفل في نفوس الشعب السوداني.
مواقف في مجملها تدعو للحيرة والتساؤل:أن ماذا فعل لكم السودان حتى تتفرجون عليه في محنته هذه؟،ولماذا وقف الجميع “ساكنا متحجرا” تجاه “إمارات الشر” التى تدعم تمرد “آل دقلو” بالمال والعتاد نهارا جهارا؟!.
ماهو الأذي الحقه السودان بأمة العرب والإسلام و أفريقيا،حتى نري منكم هذا الخذلان الذي سيظل تأريخا خالدا في الاذهان؟!تأريخ شائهه مرده “الإجحاف والظلم والنكاية وضرب السودان في ظهره وتحت حزامه”،وهو الذي قدم الكثير من المواقف البطولية للعرب في الكثير من الملمات القاسية التى مرت بهم،وأخرها مشاركة القوات المسلحة الباسلة في الدفاع عن أرض الحرمين الشريفين التى قدمت لشعب السودان وحكومته “التمور”فى وقت الحوجة الشديدة للتسليح والمساندة بالعملات الأجنبية وتنسيق مواقف الدعم الدولي والإقليمي.
فضلا عن ذلك كله كان موقف “الإتحاد الأفريقي وإيغاد وكينيا” ودول أخري،موقفا مليئا بالكيد السياسي المقبوض الثمن،وهو أمر ليس بغريب على دول ومنظمات إعتادت الإرتماء في أحضان “الرشا”لتمرير الأجندات المصنوعة لهدم الدول القوية والمؤثرة في القارة.
على الصعيد العالمي لم يجد السودان الا “روسيا والصين”،اللتان شكلتا حائط صد منيع أمام كل المؤامرات في مجلس الأمن الدولي “المؤدلج” لخدمة إتجاهات محددة.صحيح أن “روسيا والصين” تعملان لخدمة مصالحهما في السودان والإقليم،لكنه موقف قوي في خلاصته،سيكون له قصب السبق في تغيير المعادلة التى قامت عليها حرب الكرامة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات