لما بلغ المسلمون أشدهم في عهد الخلفاء الراشدين، و هبوا لافتتاح الأمصار فيما وراء جزيرة العرب مبتدئين بالشام، كان بعض نسائهم يرافقنهم في تلك الفتوحات بكل عزيمة و قوة، لا تلين لهن قناة، و قد تناول المؤرخ ادوار جيبون الحديث عن شجاعة النساء المسلمات، فقد نوه بها في كتابه « تاريخ الامبراطورية الشرقية » وهو الكتاب الذي يتكلم عن الامبراطورية البيزنطية وقال :« إن الشجاعة التي أعربت عنها المرأة المسلمة في موقعة اليرموك، وفي غضون حصار دمشق لأعظم مما يتناوله التاريخ».
بذات السياق فانه لن يمر تاريخ هذه الحرب هكذا و إلا و يخلّد المواقف البطولية للأفذاذ من أبناء و بنات السودان، و لن تُطوى صفحات هذه الحرير هكذا دون أن نؤرخ لعظماء بحر أبيض بصورة عامة، و عظماء أبناءنا و بناتنا الكواهلة بصورة خاصة، فقد سُدّت الكثير من النوافذ التي تطل على شرفات التضحيات و المعارك لم يكن لها حظ من الذكر في تاريخ السودان عمداً أو جهلاً، عسى الله أن يرفع ذكر أهلنا عنده.
و لن تمر هذه الحرب إلا و نسطر لتلك الفارسة الشجاعة القوية الكاهلية بت برير من قرية خلوات ودكبش و التي وقفت بكل جرأة و ثبات أمام المتمردين تريد أن تفدي والدها، وفعلاً قام أحد أفراد المليشيا الوغد باصابتها بطلقة، اخترقت صدرها إلى صدر والدها.
أي بسالة هذه؟ و أي قوة هذه؟ يا امرأة توثق عصب الرؤيا والإصرار….
يا امرأة تعرف كيف تقود النصر بكل وقار….
يا امرأة بين يديها الحق شعار وديار تنهض خلف ديار …. لأنين الناس وللأنفاس لجرح النجوى والأقدار..ظلت بت برير تدافع و تنافح عن والدها حتى استشهد بين يديها، ثم تم نقلها هي إلى المستشفى.بت برير أنت نموذج و رمزية لنساء بحر أبيض لن يتخطاك التاريخ، و لن تمر قصتك هذه عابرة، و ستظلين إن شاء الله إشراقة نضيرة و سيرة من السِيَر تتناولها الأجيال و الأجيال.
يا امرأة في ذاكرة الضوء نهار يا امرأة تبقى حقل نضار وحدائق أنس واستشراق ٍ
فجر يتدفق بالأنوار
يا امرأة الخير وخط السير رحاب الساحة والأخيار يرعاك المولى ليل نهار يا امرأة تبقى تل عطاءٍ قلعة صدق لا تنهار
ود ضرع القوز الفارس الطيب لا يفوتنا أبدا في هذا المقال أن نسجل صوت شكر خاص للأخ الفارس الهمام الطيب ود ضرع القوز و الذي تكفل بعلاج البنت الفارسة بمبلغ 5,000,000 جنيه ( 5 مليار جنيه ) و بقية المستلزمات و متابعتها، فجزاه الله خيراً و تقبل منه… من هاتين المجموعتين ( مجموعة أبناء محلية القطينة و أم رمتة، و مجموعة المنصة )، باسمي و باسم جميع الأعضاء الأكارم ندعو السيد والي ولاية النيل الأبيض و قائد الفرقة و القادة و النظار و رموز بحر أبيض أن يسجلوا زيارة للبنت الفارسة و دعمها معنويا فقط لأن ود ضرع القوز تكفل بعلاجها و متابعتها، فقط ما نريده من السيد الوالي و قادة بحر أبيض أن يزوروها و يتشرفوا بها و ليس العكس، فهي عندنا و عند أهل بحر أبيض بمكان رفيع، و نسأل الله تعالى أن يرفع قدرها عنده.
أتمنى أن تصل هذه الرسالة للسيد الوالي و لقادة بحر أبيض.
ختاماً : نترحم على أرواح الشهداء الأبرار في جميع بقاع السودان، و شفى الله تعالى المصابين، و نصر جيشنا و مقاومتنا في كل رقعة.