في حوار خاص.. مزارع يكشف عن خسائر مزارعو البطاطس بالشهيناب
عوض حسين :تقدر خسارتنا ملايين الدولارات
نواجه تحديات كبيرة وعلى الدولة التدخل العاجل
حان الوقت للاتجاه إلى نظام الطاقة الشمسية في الزراعة كبديل للكهرباء
400 من صغار المزارعين معسرين و500 آخرين خرجوا من داىرة الإنتاج
خرجت أكبر شركة لاستيراد التقاوي من السوق وهذه الأسباب..!!!
20 الف طن حجم الإنتاج الموسم الشتوي
ايام عصيبة يعيشها مزارعو الريف الشمالي بامدرمان وصلت ذروتها جراء المهددات التي تواجه القطاع وفي مقدمتها قطوعات الكهرباء التي انتظمت ولاية الخرطوم مما أدى إلى تفاقم الأزمة التي أخرجت عدد كبير من دائرة الانتاج
انعكست المهددات المتنامية بشكل كبير على مزارعو” البطاطس ” بمنطقة الشهيناب بالريف الشمالي؛ الذين تحملوا خسائر وأضرار كبيرة ناجمة عن الحرب اولا ثم المشاكل الأخرى المتمثلة في التمويل وتوفير التقاوي وغيرها
” رسال نيوز – المجد نيوز” سجلا زيارة للمنطقة للوقوف على حجم المعاناة فالتقينا المزارع عوض حسن محمد موسى صاحب مشروع زراعي لإنتاج ” البطاطس” بمنطقة الشهيناب الذي حدثنا عن الكثير من القضايا املفصلية المتعلقة بالمزارعين والتي تتطلب تدخلات عاجلة من الحكومة السودانية عامة والمسؤولين بولاية الخرطوم بصفة خاصة.. فماذا قال؟!!
“نص الحوار “
*حدثنا عن ملامح زيارة وزير الزراعة بالولاية للمزارعين بمنطقة الشهيناب مؤخرا ؟
-حقيقة سجل الوزير زيارتين للمنطقة؛ المره الأولي لاعادة فتح البنك الزراعي فرع الشهيناب بالريف الشمالي؛ والثانية كانت للوقوف على هموم ومشاكل المزارعين وتفقد المخازن المبردة ؛ ومن هنا اشكر السيد الوزير لاهتمام بالقطاع الزراعي في الولاية عموما وبالريف الشمالي على وجه الخصوص
*عن ماذا أسفرت الزيارة؟
-بعد أن عكس الوزير مشاكلنا لحكومة الولاية قرر الوالي تكوين لجنة لمتابعة ومعالجة هموم الزراعة بالولاية وبالريف الشمالي
*ماهي طبيعة المشاكل ؟
-أولها توفير الكهرباء للمخازن المبردة في منطقة “زقلونا ” الواقعة غرب الحارة 15 بامدرمان؛ تليها مشكلة انحسار النيل والتمويل؛ وبهذا الخصوص كان قد وجه وزير الزراعة إدارة البنك الزراعي بتمويل المزارعين؛ وقد نجح البنك في ضخ سيولة ضخمة جدا للمزارعين تقدر بحوالي أربعة” ترليون ” جنيه مما ساهم في توفير السماد لمزارعي الريف؛ ولكن البنك فشل في استجلاب التقاوي المستوردة من منشأها في هولندا وهذه القضية خلقت مشكلة كبيرة غير أن المزارعين استطاعوا معالجة النقص وذلك باستخدام تقاوي محلية “أولى وثانية “وواحدة من التقاوي تعرف باسم” حبوبة” بالتالي تخطي عدد كبير من المزارعين المشكلة ودخلوا الموسم الزراعي
-ماهو تقييمك للموسم الزراعي الشتوي ؟
-الحمد لله مر الموسم بخيره وشره وشارف الان على الانتهاء، رغم أنه شهد شتاء بارد؛ و انحسار في النيل لكن هذا لم يسبب مهددا وقتها لكن الآن يهدد انحسار النيل منطقة الجزيرة اسلانج و الموسم الصيفي وبالتأكيد يتأثر المزارع
*نريد قراءة للموسم الزراعي حسب تقديراتك هل هو ناجح ام فاشل؟
-الموسم نجح بنسبة 95%؛ لكن المهدد الان قطوعات الكهرباء؛ فكما هو معروف أن المحصول يحتاج لمخازن مبردة وهذه المخازن تتطلب كهرباء مستمرة ؛الان يوجد بالمنطقة عدد 6 ثلاجات خاصة بإنتاج البطاطس فقط بعض منها على وشك الانتهاء من بنيانها بسعة تخزينية عالية؛ وتشير إلى وجود محطتان للكهرباء تقع واحدة في الشهيناب وأخرى في غرب الحارة 15 زقلونا وهذه الأخيرة نأمل في ان تعمل على تشغيل ثلاثة في المنطقة نظرا أن الثلاجات التي كنا نعتمد عليها في التخزين سابقا في المنطقة الصناعية في أمدرمان تقدر بخمسين ثلاجة كبيرة تعطلت ووقفت تماما جراء الحرب؛ بالتالي الان تم إنشاء 6 ثلاجات بالشهيناب كما ذكرت.سوف تعوض الخسائر التي تكبدها المزارعين.
*هل كانت هناك محاولة للاتجاه إلى الولايات لغرض التخزين؟
-حاولنا التخزين في شندي لكنها مرتفعة التكاليف و رسوم الضرائب والترحيل حيث تبلغ تكلفة ترحيل العربية المحملة بالإنتاج من المزارع إلى المخزن في شندي 2.500 مليون جنيه بينما تكلف في المخازن بالشهيناب 150 الف جنيه لذلك فضل المزارع أن تتم عملية التخزين في منطقته الشهيناب بالريف الشمالي أو في المخازن الواقعة غرب الحارة 15 في زقلونا
*بالعودة للحديث عن زيارة الوزير الأخيرة.. ماهي الوعود التي أوفى بها ؟
-وجه الوزير البنك الزراعي للقيام بالدور المناط به وتحدث مع الوالي بأهمية توفير الكهرباء للمخازن المبردة وترفيع محطة الكهرباء الواقعة في منطقة الشيخ الطيب
من هنا أناشد عضو المجلس السيادي الفريق إبراهيم جابر باعتباره مسؤول الملف الاقتصادي؛ للتعاون مع والي الولاية لترفيع محطة الكهرباء الموجودة بالشيخ الطيب وتشغيل الثلاجات بغرب الحارة 15 واقول هذا ما نطلبه من الحكومة في الوقت الراهن
اما مسألة انحسار النيل فإن وزير الزراعة قادر عليها لوحدة بلا شك خاصة أنه وعدنا بحلها؛ واجدد حديثي مرة أخرى بأن المشكلة الان تكمن في الكهرباء في مناطق زقلونا والمحطة التي ذكرتها فهذه المحطة أنشئت فقط للسكن الان يقع عليها عبء كبير ” زراعة وسكن وثلاجات ” مما يحملها مسؤولية أكبر من طاقتها؛ واكرر مناشدتي بترفيع المحطة بسرعة لكي نلحق الموسم الصيفي القادم وحتى لا يضيع الإنتاج
*كم يقدر حجم الإنتاج من البطاطس في الموسم الشتوي ؟
-يقدر بحوالي 200 الف جوال بطاطس ما يعادل 20 الف طن
*ذكرت خلال حديثك تكوين لجنة ما الذي قامت به؟
-كونت اللجنة عقب لقاء وزير الزراعة مع والي الخرطوم؛ وطرح المشاكل والتحديات التي تواجه المزارعين في الولاية عامة والري الشمالي خاصة؛ وهي برئاسة امين الولاية وتضم وزير الزراعة وهو المقرر؛ الي جانب وزير التخطيط العمراني ومدير الكهرباء والمدراء التنفيذيين بالمحليات وممثلين من المزارعين إضافة لعدد من الشخصيات
ينحصر دور اللجنة في إنجاح الموسم الزراعي الشتوي بولاية الخرطوم وكنت قد حضرت إجتماع واحد فقط ولم اتابع ماذا حدث بعدها وكيف تسير ولا أعلم عنها شيء
*مع استمرار قطوعات الكهرباء هل تقترحون بدائل آخر ي ؟
*لايوجد بديل غير نظام الطاقة الشمسية فهذا النظام من أهم الأشياء التي ابتدرت في هذا العام رغم أنه عام حرب فوجود الطاقة الشمسية للزراعة ضروري جدا؛ فهي تعمل على تمزيق فاتورة الجازولين بالتالي توفر جزء كبير من رأس المال في الزراعة؛ علما بأن أقل مزارع صغير يستهلك جالونان من الجاز في اليوم؛بينما يستهلك المزارع الكبير ما يتراوح بين 8 – 10 – 12 جالون في اليوم؛ فيما يبلغ سعر الجالون الواحد 12 الف جنيه؛ بالتالي توفر الطاقة الشمسية مبالغ متفاوتة للمزارعين كل وحسب استهلاكه
من هنا أطالب الدولة أن تتدخل في أن تكون الزراعة في الريف الشمالي عبر الطاقة الشمسية فهي أكثر فائدة من الكهرباء والوقود بالنسبة للزراعة وتساهم في تقليل الإضرار
*هل يوجد معسرين وسط مزارعي البطاطس بالشهيناب؟
-يوجد حوالي 400 من صغار المزارعين معسرين لدى البنك الزراعي بمبالغ بسيطة والبنك لم يطالب احد منهم بالسداد قرابة العامين
*هل تم الإعسار بسبب الحرب؟
-طبعا.. أثرت الحرب بشكل كبير على الإنتاج وفقد المزارعين المحاصيل بسبب السرقة؛ وبدأنا جميعا من الصفر فحجم الخسائر لا يعد ولا يحصى فهي تقدر بترليونات الدولارات تكبدها المزارعين وأصحاب المخازن والمصانع المبردة في الريف الشمالي عامة؛ لكن أكثر المتضررين هم مزارعو الشهيناب؛ فقد خرج منهم حوالي 180 مزارع من الموسم الزراعي الماضي ؛ فيما خرج عدد 500 اخرين من دائرة الانتاج بسبب نهب مواردهم بداية الحرب وهناك أسر أغلقت أبواب رزقها وعجزت عن تسديد رسوم أبنائهم الدراسية هذا العام
*التقاوي المستوردة تشكل معضلة كبيرة كيف تنظر لها؟
-أولا اقول اننا نعمل في زراعة البطاطس وهذه التقاوي تأتي من هولندا عبر شركتان هما ” واس” التي تستورد أصناف محددة؛ وشركة “الأنعام” التي توقفت جراء الحرب بعد أن نهبت كل ممتلكاتها؛ بالتالي لم يتبقى سوى شركة واحدة وطبعا اللاعب الواحد في السوق يتلاعب بالناس؛ ويفرض أسعار ويأتي بكميات غير كافية
عليه طلبنا من البنك الزراعي بأن يستورد التقاوي في زمن كافي لتغطية فجوة خروج شركة الأنعام لكنه فشل في استجلاب التقاوي وهذا الأمر خلق للمزارعين مشكلة كبيرة في الموسم الماضي؛ فالبعض ترك أراضيه بورا وآخرون زرعوا أصناف قديمة باستخدام تقاوي محلية مضى عليها أربعة سنوات الأمر الذي انعكس على السعر وادي إلى ارتفاعه من 150 الف إلى 400 الف جنيه للجوال رغم ذلك شهد الإنتاج ندرة واضحة وارتفعت أسعاره بصورة خيالية ، من هنا اناشد البنك الزراعي الدخول من وقت مبكر في استجلاب التقاوي المستوردة مباشرة من هولندا وليس عبر اي وسيط و تفاديا لحدوث فارق في السعر فهذا الفارق أولى به المزارع والبنك
*كلمة أخيرة؟
-اشكركم على هذه الزيارة وهذا العمل الكبير؛ وبإذن الله عندما نبدأ موسم تخزين الحصاد سوف ندعوا الإعلام لزيارة المنطقة والوقوف على حجم الإنتاجية.
ومن هنا اؤكد على دور الإعلام في معالجة الكثير من السلبيات.؛ اقول انه يساعد في الكثير من الإيجابيات والنهوض بالدولة نظرا انه اللسان الناطق باسم الدولة وباسم المواطن البسيط