أسهمت متغيرات الأحداث في الحرب المستمرة في السودان في تغيير كبير في الواقع الاجتماعي، وخلق معادلة جديدة دفعت بقطاعات واسعة من الشباب إلى الانخراط في المقاومة الشعبية والمشاركة الفاعلة في كل أنشطتها وفعالياتها و بلغ استعداد المقاومة الشعبية ذروته خلال الفترة الماضية بعد التقدم الكبير للقوات المسلحة
وفرضت المقاومة الشعبية نفسها على ساحة المشهد ، وباتت متغيرًا مهمًّا (المجد نيوز -رسال نيوز)؛ استنطقتا الناطق الرسمي للمقاومة الشعبية اللواء ركن دكتور القاسم علي محمد صالح حول عدد من القضايا فكان مايلي
*فكرة المقاومة الشعبية من أين نبعت؟
-المقاومة الشعبية كفكرة نبعت من الشعب السوداني الأصيل ثم تطورت وتوسعت حتى أصبحت داخل كل بيت ؛ و لا يجوز لأي شخص أن ينسب لنفسه فكرة هذا المشروع الضخم في ولاية الخرطوم ؛ وإنما الفضل من بعد الله سبحانه وتعالى يعود للأستاذ أحمد عثمان حمزة والي الولاية الذي يجب أن نعطيه حقه نظرا ان التاريخ سوف يسجل ويخلد ، فمن الضروري تسمية الأشياء بمسمياتها وان ينسب الفضل لاهله
*هل كنت موجود في الساحة منذ بداية المشروع؟
-حقيقة وقتها كنت خارج السودان، وعندما حضرت وجدت المقاومة قائمة فتم استدعائي ولبيت نداء السيد القائد العام للقوات المسلحة؛
أشير إلى أن المقاومة بدأت بالبسيط في الخرطوم؛ فكل الذين التقيتهم ذكروا أن لا أحد يقف وراء تنظيمهم؛ وإنما الهدف من العمل حماية الأنفس والأحياء والممتلكات والعروض؛
فنحن كضباط اول ما تعلمناه في الكلية الحربية ثلاثة أشياء أساسية وهي ” مالك، دينك؛ عرضك” ؛ فالمسألة بالنسبة لنا تسري في الدماء؛ ودعيني أؤكد عندما أتيت الخرطوم تلبية لنداء القائد العام علمت أن المقاومة بدأت بجهد شعبي خالص
*حدثنا عن مراحل التطور؟
- تطورت المقاومة بعد نداء السيد القائد العام؛ واستقل هذه السانحة لاتقدم بالشكر الجزيل للقائد العام واحيه ؛ وأعني بالتحية انه أتاح لنا فرصة المشاركة مجددا في هذه المرحلة الصعبة خاصة أننا نتألم عندما نرى إخوتنا من الجرحى والشهداء والمصابين يتساقطون واحدا تلو الآخر
ماالذي يحكم عمل المقاومة قانونيا؟
-ينظم عمل المقاومة لائحة وضعها عسكريين منهم حقوقي منير؛ والفريق نصر الدين عوض الكريم فقد تمت الاستعانه بهم في وضع اللائحة بحكم الخبرة في العمل العسكري ربنا يوفقهم ويعينهم على جهودهم فهم من وقفوا على إعداد اللائحة بالتعاون مع سعادة اللواء بشير مكي الباهي وأركان حربه ومكتب السيد القائد العام؛ بالتالي سميت باللائحة القومية وهي تندرج من المستويات الأقل؛ ” الولايات والمحليات والفرعيات”
اللائحة واضحة وعملها واضح جدا واتاحت فرص وعالجت مشاكل كثيره جدا
*إعادة هيكلة المقاومة الشعبية هل هو ترتيب البيت من الداخل؟
-المقاومة بمفهومها ليست إعادة هيكله؛ وإنما الغرض منها تنظيم وترتيب العمل بالنسبة للمشاركة الشعبية؛
*هل يوجد تعريف المقاومة الشعبية؟
- بالتأكيد.. يقصد بالمقاومة الشعبية المفهوم الإنساني والحق المشروع والمعروف في القوانين الدولية والأعراف الإنسانية الذي له ضوابطه وراوابطه وآدابه وثقافته وأخلاقه؛ وهي في مفهومها ردة فعل مجتمعية واعية ضد أي اعتداء مرفوض وغير مشروع أو مواجهة استبداد أو استعباد أو ظلم أو تمييز أو احتلال أو انتهاك أو إهدار للحقوق الإنسانية
وتأتي المقاومة الشعبية بأن تحمل مجموعة من مواطني الدولة السلاح تحت قيادة الجهة المختصة؛ لصد المعتدي ورد المنتهك وإخراج المحتل ودرء الخطر عن الوطن. فهذا التعريف شامل ووأفي جدا.
انا الان اعمل في اعداد كتاب وضعت تعريف مختصر لمعنى المقاومة بهذه الكلمات انها عبارة عن جهد شعبي خالص من حيث التدريب والتأهيل والتمويل هذا التعريف يساهم في تداولها وفهمها بطريقة مبسطة
ولكن بإمكان أي شخص الرجوع لتعريف المقاومة الشعبية الموجود في المراجع التي ذكرها المشرع
*هل تم تسيس المقاومة الشعبية؟
-افتكر انه اذا كانت المسألة هي شعبية وتاطرت بلوائح فهذه اللوائح تنظم العمل بالتالي التنظيم والترتيب في الجيش شيء مهم جدا بمعنى أن منسوبي الجيش معروفين بالانضباط من حيث احترام الوقت؛ وأوضح أن كل الموجودين في المواقع مستنفرين والهدف من تسلسل الرتب للاحترام والتراتبية.
كما أن الاستنفار والمقاومة الشعبية شيء واحد رغم محاولة البعض تسيسها؛ لكني اقول إذا تم تسيس المقاومة لإنتهت تماما؛ واجدد تأكيدي بأن المقاومة الشعبية موجوده في أي بيت بالتالي المسأله ليست لديها وجه سياسي أو تنظيمي او قبلي ، وإنما هي هكذا كما ذكرت لك
*عدد من المراقبين اشار الي عسكرة المقاومة الشعبية ماهو ردك ؟
-المقاومة فكرة مشابهة لفكرة الجيش المساند وهي فكرة موجودة في كثير من الدول قامت بجهد شعبي لمساندة القوات المسلحة في حرب الكرامة ووفقا للائحة تنظيم عملها اسندت بعض المهام لعدد من العسكرين وذلك بتوجية من القائد العام بحكم الاختصاص؛ فمثلا رئيس لجنة التسليح او المعسكرات والتدريب لايمكن ان يكون مدني باي شكل من الاشكال لذا من الطبيعي ان يكون المسئول الذي يقودها عسكري..
كما أعطت اللائحة فرصة ان لمشاركة كل القوات النظامية في المقاومة الشعبيه و حاليا رئيس المقاومة في أمدرمان لواء شرطة، و نائب المقاومة في محلية شرق النيل من جهاز الأمن فالقائد العام لم يترك شاردة أو واردة واعتمد لائحة عمل المقاومة و القصد منها كما اشرت تنظيم وتوزيع الاختصاصات ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب .
وأضيف أن هناك انسجام تام بينا و المدنيين ويتم الرجوع لهم في كثير من الاشياء .
*ما الذي حققته المقاومه الشعبيه طوال فترة الحرب؟
المقاومة حققت اشياء كثيرة؛ فمنذ بدء تشكيلها توقف تمدد المليشيا إلى الولايات، والمستنفرين هم الأشخاص الذين أهانتهم هذه المليشيا واغتصبت أعراضهم ونهبت ممتلكاتهم، لذلك هم يدافعون عن هذا الوطن دفاعا مميتا حتى لا يتعرض باقي الشعب إلى ما تعرضوا له.
فالمقاومة الشعبية خلقت نوع من الرعب في الداخل والخارج البعض يعتقد ان هناك جهات بعينها تقف وراءها وبكل امانه ليست لنا اي انتماءات سياسية او جهوية او قبلية كما قلت سابقا؛ فهذا الاعتقاد غير صحيح فقيام المقاومة كان ردة فعل طبيعية من الشباب الذي اكتوي بالنار وهم المعنيين بالحرب و لامستهم بشكل مباشر
فعلى سبيل المثال النساء أكثر الفئات التي عانت جراء الحرب فالمرأه هي الأم والأخت والابنة والزوجة وهي أم الشهيد والجريح وهن اللائ تم بيعهن ( نسأل الله أن يرد هم الي اسرهم) من المؤلم والمؤسف أن تباع النساء ويتم استرقاقهن ونحن في القرن 21 .
من ضمن ما حققناه لدينا مشاركات فعاله في الخطوط الأمامية ولدينا قوات في سنار والجزيرة والفاشر وفي كل المحاور؛ فعلى مستوى ولاية الخرطوم نحن اول من بدا المقاومة بجهد شعبي ومشاركين بأكثر من 10 الف مستنفر في الخطوط الأمامية وحاليا موجودين في سلاح المدرعات والمصفاة وغرب أمدرمان من هنا اتقدم بالشكر لكل الاسر التي حثت ابناءها علي الاستنفار دفاعا عن الوطن وهم علي يقين انه من الممكن ان يقتلوا ؛ او يصابوا لكنهم بذلوا الغالي والنفيس من أجل الوطن ؛ أضف إلى ذلك لدينا وجود في كل المسارح ودعمنا حملات الدم ونظمنا كورسات للاسعافات الاولية نظمتها لجنة الإسناد المدني بالتعاون مع لجنتي المرأه و المعسكرات، ولدنيا مشاركات فاعلة في كل الفعاليات التي تقام بولاية الخرطوم ؛ كما
لدينا مشاركات في اصحاح البيئة ونظافة الطرق والاحياء بالاضافة الي ازالة مخلفات الحرب ودفن الموتى واعادة التأهيل النفسي للاطفال والاسر واقامة الأيام العلاجية وذلك بالتركيز على مشاركتنا في المستشفيات بصورة كبيرة جدا حيث نظمنا يوم لتكريم الشهداء بواسطة لجنة المرأة كرمت فيه زوجات وأمهات الشهداء المستنفرين و نظمنا ايضا برنامج إعادة البسمه وهو خاص بالجرحى وأسر الشهداء من المستنفرين وزعنا خلاله 2 الف كرتونة غذائية بالاضافة الي شنطة الجريح وذلك خلال زيارتنا للجرحي بالسلاح الطبي وعدد من المستشفيات الاخري برفقة الوالي وقد وجد البرنامج رواج كبير واهتمام من القائد خاصة وان بعض الجرحى نازحين كما تكونت لجنة لمراعاة الشهداء والجرحى بالتنسيق مع القيادة العامة
هناك نقطة مهمة جدا يجب ان اشير لها لائحة تنظيم عمل لجنة المقاومة الشعبية ذكرت بوضوح ضرورة أن يعامل المستنفرين معاملة فرد القوات المسلحة له كل الحقوق والواجبات.
*كم يبلغ عدد المستنفرين بولاية الخرطوم ؟
-لدينا 39343الف مستنفر في الكرامة الأولى اما في الكرامة الثانية التي بدأت الآن يوجد حوالي 50 الف اجمالي عدد المستنفرين بولاية الخرطوم 100 الف تقريبا ويبلغ عدد الشهداء منهم 463 محصورين ومعروفين لديهم مرتبات اما عدد المستنفرين المصابين والجرحي بلغ 575 وهم في زيادة في ولاية الخرطوم، ولدينا ما يعرف بتقرير الموقف وهو ما يثبت الإصابة والاستشهاد
*كم عدد المستنفرين الموجودين في محاور القتال ؟
كما ذكرت لدنيا أكثر من 10 الف مستنفر في كل محاور القتال منهم 3 الف مستنفر في غرب امدرمان و 7 الف موزعون في باقي المحاور الاخري بحري والخرطوم وجنوب أمدرمان
*ماذا عن عدد المستنفرات هل توجد إحصائية لهن ؟
حسب اخر احصائية لدنيا 9 الف مستنفره وهناك زياده متتالية في اعددهن وتتمثل مشاركتهن في العمليات الحربية في الإخلاء وحملات التبرع بالدم واعداد زاد المستنفر
*ماهي شروط الاستنفار؟
المقاومة الشعبية لديها ضوابط معينة قريبة جدا من طريقة التقديم للقوات النظامية الأخرى، ولها
شروط واضحة جدا
أن يكون سوداني الجنسية أن لا يقل عمره عن 18 سنة أن يكون حسن السير والسلوك بالاضافة الي اللياقة الطبية لدينا واجبات ومسؤوليات اتجاه المستنفرين فاللائحة لم تترك شاردة او واردة و الا وتطرقت اليها
*كم يبلغ عدد مراكز
التدريب؟
-لدنيا 96 مركزا وهي في زيادة) مستمرة
*من اي بند يتم الصرف على مراكز التدريب؟
-الصرف علي مراكز التدريب يتم عبر الجهد الشعبي فقط ولا توجد مرتبات للمستنفرين الا بعد دخول المستنفر ميدان القتال وهو عبارة عن 100 الف جنيه؛
نحن ليس لدينا ميزانية من أي جهة ولدينا لوائح مالية وإدارية واضحة وكل شي قائم على الجهد الشعبي
*هنالك اتهام بوجود تجاوزات من قبل
المستنفرين ما ماردكم؟
-بكل أمانة لا ابرئ نفسي أو غيري فنحن نسمع بالتجاوزات بالتالي نحن وضعنا ضوابط صارمة جدا وذلك من خلال عملية الإدخال فرئيس اللجنة أشار في مؤتمر صحفي لهذه المسألة بوضوح قمنا بعمل متقدم للمستنفر ( بطاقة مجند إحتياط) حسب اللائحة القومية وتمت اجازتها هذه البطاقة لديها كود و بار كود بالاضافة الي زي يميز المستنفر في ولاية الخرطوم من كل الولايات و من ضمن الشروط يمنع التفلت والخروج من الطور فالمسألة لا تحتاج لتغبيش فهي محكومة بضوابط وقوانين ولوائح الاحتياطي، فلدينا تجربة نفذناها في بحري وهي شرطة عسكرية من المستنفرين وسوف يتلقون التدريب مع الشرطة العسكرية وسوف ننسبهم لها وذلك بالتنسيق مع قيادة القوات المسلحة فنحن لا نعمل بمعزل عنها هذه التجربة سوف يتم تعميمها في كل المحليات
طبعا نحن نسمع بهذه التجاوزات مثل الاخرين واي شخص يرتكب اي جرم يقول انه مستنفر لذلك عملنا إدخال البيانات والان نعمل في الحصر وحتي الان لم ترد الينا شكاوي رسمية
*تسليح المستنفرين كيف يتم وهل هناك حصر لعدد السلاح الذي يتم توزيعه ؟
- نحن نعمل على تقنين هذه المسأله ولا نسلم مستنفر سلاح الا عند دخوله محور العمليات وفي الكرامة الثانية التدريب سيكون مختلف وسوف نستفيد منهم في الإسناد المدني الذي تتبناه الدوله نحن لسنا خصما على الجهاز التنفيذي وإنما داعمين له كلجنة إسناد ونعمل تحت مظلة القوات المسلحة أو جهاز الأمن أو الشرطة.
*حال انتهاء الحرب ما مصير المقاومة الشعبية؟
-المرحلة القادمة من المراحل المهمة خاصة وإنها تحمل شعار (تامين و تعمير) فالتامين سيكون
مع القوات المسلحة والقوات النظامية الاخري عقب الانتصار الذي صار قاب قوسين او ادني فالرقعة التامنيه تزداد يوما بعد يوم خاصة بعد الانتصارات الاخيرة بالتالي فإن التعمير يعني الأسناد المدني وهو ليس تعمير المباني فقط بل تعمير النفس التي خربتها الحرب و التأهيل النفسي من اهم الاشياء التي تعمل المقاومة الشعبية عليها نحن نعمل في مجالات ( الصحة ، المياه ،البيئه) نحن لا نريد اي منظمات نريد ان ندعم أنفسنا بأنفسنا ونوجد وظائف للشباب بحيث لا يتم استقطابهم نريد ان يكون شبابنا متعلم ومحترف هذا هو الاعمار الذي نقصده الاعمار يبداء بترتيب الدار ومن ثم نبدأ في تعمير المؤسسات الاخري لذا فان لجنة الاسناد المدني بالمقاومة الشعبية ينتظرها عمل كبير.
عليه سوف تتم الاستفادة من المستنفرين؛ وحاليا نعمل علي اعداد كوادر او كتائب الإسناد المدني في ولاية الخرطوم وهي تجمع كل التخصصات بالتالي المقاومة لا تنتهي وتقنينها سيتم حسب تأهيل الشباب حاليا اعكف علي كتابة كتاب عن مرحلة ما بعد الحرب وكيفية الاستفادة من الشباب في عمليات البناء والتعمير حتي لا ينحرفوا في أي تنظيمات رادكالية يمينية أو يسارية و تجاوز الأفكار الحزبية الضيقة فالسودان يسع الجميع .
واختم حديثي مترحما علي ارواح الشهداء الذين هم افضل مننا جميعا وأسال الله ان يشفي الجرحي ويفك اسر الماسورين واحي واهنئ القائد العام ونائبه ومساعديه ورئيس هئية الاركان وكل القادة في الاجهزة الامنية والشرطية وكل الجنود المستنفرين في الجبهات بالانتصارات التي تحققت مؤخرا وأسال الله ان يحقق النصر وان يردهم لديارهم منتصرين وان يعود السودان وولاية الخرطوم اكثر امانا.