✍️ الركابي حسن يعقوب
شهد اليومين الماضيين موجة اغتيالات وتصفيات جسدية داخلية لسبعة من قيادات ميليشيا آل دقلو أبرزهم المدعو (جلحة) ، سقطوا صرعى برصاص اخوتهم ورفقائهم وشركائهم في مشروع تدمير السودان، في سلوك معهود وغير مستغرب من هذه الميليشيا التي هي في حقيقتها تشكيل عصابي إجرامي، لا تضبط حركته أخلاق ولا مباديء ولا قيم.
سقط هؤلاء هلكى وغادروا الدنيا غير مأسوف عليهم تصحبهم لعنات الناس ودعوات الذين ظلموهم وما ينتظرهم أكبر ، رحلوا وهم يحملون أوزاراََ تنوء بها الجبال وتركوا خلفهم كل ما نهبوه وسرقوه من متاع الدنيا القليل مهما عظم في أعينهم.
إنها إرادة الله الذي يمهل ولكنه لا يهمل، يملي للظالم ثم يأخذه ولا يفلته. اشتعلت نيران الخلافات بينهم ودبت الشكوك داخل صفوفهم لأنهم اجتمعوا على باطل وأسلموا وجههم للشيطان وأتمروا بأمره ،فكان الشيطان وليهم يأمرهم بالمنكر وينهاهم عن المعروف. وهو الآن يوقد بينهم نار الفتنة.
يحدث هذا متزامناََ مع تقدم الجيش والقوات المساندة له بفتوحات عظيمة في العاصمة، إضطرتهم إلى التراجع والهروب تاركين وراءهم عتادهم العسكري غنيمة للجيش.
إنها قصة ميليشيا آل دقلو في نهاياتها وخواتيمها ، وقعوا بين مطرقة الجيش وسندان فتنتهم وبأسهم الشديد فيما بينهم، فمن لم تقتله نيران الجيش حصدته (النيران الصديقة) عمداََ وترصداََ ، فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله. وستشهد الأيام المقبلة مزيد من التصفيات والاغتيالات والمواجهات العنيفة داخل الميليشيا الإرهابية، وسيزداد (شرك أم زريدو) الذي فرضه الجيش عليهم ضيقاََ وإحكاماََ عليهم فلا يجدون ملجأََ ولا مغارات ولا مُدَّخلاََ يولون إليه وهم يجمحون. فالطوق محكم والحصار مضروب عليهم بحبل مشدود.
وعلى صعيد (قحت/تقدم) وهو الوجه الآخر من العملة غير المبرئة للذمة ، عملة الخيانة والغدر والعمالة ، هي الأخرى تدور فيها تصفيات فقد نشبت فيها نيران الخلافات وبدأت ألسنة لهبها تتصاعد ، عبر نوافذ غرف اجتماعاتهم (السرية).
ففي إجتماع لهم برئاسة كبير العملاء والخونة حمدوك لمناقشة تشكيل حكومة منفى انقسم المجتمعون إلى فئتين ، فئة تؤيد تشكيلها وتدعو إلى الإسراع في ذلك، وأخرى تعارضها وتنهى عن الإقدام عليها .
وأوشك النزاع والخلاف بين الفئتين حول هذا الموضوع إلى
الاشتباك بالأيدي بينهما فأهل الباطل بأسهم بينهم شديد وفاقدين للرشد والحكمة ،ومما نقل عن هذا الإجتماع العاصف أن المتمرد (سليمان صندل) المنشق عن العدل والمساواة وهو من الفئة المنادية بتشكيل حكومة منفى كاد أن يلطم حمدوك ووصفه بالجبان ، وأنه (عضَ) يد حميدتي التي أطعمته من جوع وسقته من ظمأ وآوته بالإعاشة في نيروبي وتكفلت بكلفة أسفاره وجولاته الخارجية.
نعم فقد دبت دابة الخلاف في صفوف الظهير (السياسي) للميليشيا المجرمة ، فحينما عطست الميليشيا بسبب الخلاف بين فصائلها انتقلت العدوى منها إلى الذراع السياسي.
وستشهد الأيام القادمات المزيد والمدهش من الخلاف والتنازع وسط (كوم الرماد) ، وسينشر المزيد من الغسيل القذر، وتخرج إلى العلن الكثير من الفضائح، وستحدث انسلاخات وينفض سامر (قحت/تقدم) مثلما انفض من قبل، فكل الشواهد تدل على أن هذا النبت الشيطاني إلى زوال وتلاشي كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.
يذهب هؤلاء ويعود السودان بلد الطيبة وبلد الخير إلى سابق عهده قبل أن تدنسه أقدام هؤلاء الرجرجة والدهماء و الأوباش بلداََ معافىََ آمناََ شامخاََ مرفوع الهامة ، ويذهب هوام قحت وتقدم والميليشيا إلى مهاوي الضياع يلعقون جراح الخزي والعار وتغشى وجوههم غبرة ترهقها قترة.
فالله ناصرنا ولا ناصر لهم.