﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾
🔹 السياسة حين تختلط بالوجدان
في لحظة تختلط فيها السياسة بالدموع، والعنفوان العسكري بوجع الأمهات، تجلّت صورة القائد وهو يواجه العالم بملفات الحرب، ثم يعود ليحتضن أبناءه في معسكر النزوح بشمال الوطن.
من الخرطوم إلى الدبة، ومن الفاشر إلى واشنطن، حمل الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان على كتفيه همّ الوطن ووجع الناس، كمن يمشي على حافة النار لكنه لا يتراجع، يمشي بخطى الواثق وسط رماد متطاير من كل الاتجاهات، لكنه لم يبدّل وجهته يومًا.
🔹 البرهان: “سنسير بخارطتنا لا بخارطتكم”
في لقاء جمعه مع مستشار الرئيس الأمريكي، قال البرهان بوضوح لا يحتمل التأويل:
“بطريقتك هذه ستفشل، فالطريقة الوحيدة لإنجاز حقيقي هي أن تتبنوا خارطة الطريق التي قدمناها لكم. تظنون أن سقوط الفاشر سيضعفنا؟ نحن سنحارب لاستعادتها، وستَرَون.”
كانت الرسالة صريحة: لا مساومة على الوطن ولا انحناء أمام الضغوط، وبذلك اللقاء انكشفت خيوط اللعبة الدولية أمام أعين كانت تتعامى عن الحقائق.
🔹 ملفات تدين الإمارات وصمت الحضور
أوضح البرهان خلال الاجتماع دور بعض الأطراف الخارجية في إشعال الحرب، وقال:
“طلبنا لقاءً مع قيادات أبوظبي، فجاء الرد بصمت لا يليق بقضايا دم ووطن.”
كان الصمت بمثابة احتجاج صامت من حضرة الحقيقة، والبرهان لم يتحدث باسم سلطة فحسب، بل باسم وطن ينزف في صمت نبيل.
🔹 من القاعة إلى الميدان… قائد ودمعة وطن
وفي مدينة الدبة، احتضن البرهان نازحي الفاشر، وقال لهم:
“أنا مسؤول عن إعادتكم إلى الفاشر.”
كانت الصورة لغة الوفاء: وعد بالعودة، ورسالة أن الأرض باقية مهما طال الرماد.
🔹 حضن القائد ودموع المرأة السودانية
في تلك الصورة المؤثرة، انحنت امرأة نازحة على صدر القائد باكية، واختزلت بدمعتها وجع بلد بأكمله.
كنت شاهدة على المشهد: المرأة التي تمثل كل قرية محترقة، كل بيت تهدّم، وكل أم تودع ولدًا بعناق لا يُوصف. لم يكن ذلك عناق قائد لمواطنة، بل لحظة تَحدّ ووفاء؛ لحظة تُقال فيها الحقيقة بلا رتوش: الوطن يُحتضَن حين يبكي الناس ويتولّى القائد مسؤوليته أمامهم.
🔹 رسالة للجميع
إلى كل من يحمل بندقية أو كلمة، إلى كل من يتألم من فقد أو يفتقد أمان بيته: ندعو إلى ضبط النفس ووقف أي خطاب يدعو للفتنة — لا وقت للفتنة الآن. العمليات العسكرية الراهنة تتجاوز كل انتماءات ضيقة؛ هي مواجهة وطنية شاملة، والواقع أن الكل الآن متقدم في ساحات المواجهة.
قوات وحدت صفها وازدادت قوة وعزيمة من أجل الثأر.
الوقت الآن للعمل المنظم والمساهمة في حماية المدنيين والوقوف مع الجرحى والنازحين، لا لنشر كلمات تفكك اللحمة وتزرع الفرقة حين نحتاج إلى الوحدة أكثر من أي وقت مضى.
🔹 تحركات عسكرية كبرى في كردفان ودارفور
أعد القائد العام خطة واسعة لمعارك كبيرة خلال الأيام القادمة، وأعاد الفريق أول ركن ياسر العطا إلى قيادة القوة الجوالة، فيما تولى الفريق أول ركن شمس الدين كباشي قيادة تحركات دارفور.
وكيفما اتجهت المعارك، فإن الهدف المعلن واحد: استعادة الأمن للأرض وحماية المدنيين وإعادة الحياة لأهالينا.
🔹 جيش السودان الواحد — تصنيف شامل لكل القوى
اليوم نقف أمام حقيقة عملية: جيش السودان الواحد يجب أن يُصنّف ويُدرك الجميع مكانه ضمن منظومة حماية الوطن. لا تمييز بين من يدافع عن قريته أو من يحمِي بلده؛ فالدماء سواسية، والواجب الآن أن تتبلور المؤسسة العسكرية كقوة تحمي الكل وليس كأداة تفرّق.
🔹 لا لطمس الحقائق — جريمة حرق الجثامين
ما نراه من محاولات لحرق الجثامين ليس مجرد عمل وحشيّ، بل جريمة طمس متعمدة تهدف إلى محو دلائل جرائم أعظم. لا لطمس.
أينما حاول الجناة إخفاء آثار المجزرة على الأرض، تبقى بقع الدم على التراب دليلاً، وفي عصر الأقمار الصناعية لا يُخفي شيء ما فوق الأرض: بقع الدم التي تظهر من الفضاء على مساحات من التراب هي الشاهد الأصدق، ودليل مرئي لا يمكن محوه. ومن يحرقون الجثث يحرقون شهادة الضحية، لكنهم لا يحرقون الحقيقة ولا ذاكرة شعب باقٍ على مطالبه.
🔹 المرأة السودانية: وطن لا ينكسر
المرأة السودانية أيقونة الصبر والوعي والمقاومة؛ ودعت أولادها للميدان وابتلعت خوفها لتُرضع الأجيال صبرًا وإيمانًا. نزحت عن بيتها ولم تنزح عن إيمانها؛ حملت أطفالها على كتف، والوطن على الكتف الآخر. أثبتت أن قوتها ليست بالسلاح وحده، بل بقلب يؤمن أن العدل سيعود، وبصوت يصدح: “لن ننسى شهداءنا، ولن نترك أرضنا.”
🔹 خاتمة المشهد
هكذا تتكامل الصورة: قائد يحتضن شعبه، قوات توحّد الصفوف، ونساء يزرعن الأمل في رماد الحرب. هذه هي ملحمة السودان الجديدة، تُكتب اليوم بصبر وصلابة وحق لا يموت.
ولأن الوطن لا يُكتب بالحبر وحده، بل بالدمع والعهد، نكتب اليوم فصلًا جديدًا من فجر لا يُطفأ.
سلام وأمان فالعدل ميزان ⚖️
توقيع لا يُنسى – أنا الرسالة حين يضيع البريد…
أنا ابنة الجيش.
أنا ابنة القوات المشتركة.
أنا ابنة وطن.
أنا الحاضرة على كل جبهة، صوت كل شهيد، دمعة كل أم، وعين كل ضمير يقظ.
أنا الصرخة حين يُصمت الحق، والوفاء حين تُهدم البيوت.
أنا شاهدة على الصبر، حاملة العهد، وراوية الحكاية التي لا تُمحى.
أنا امرأة من حبر النار
عبير نبيل محمد
