خطوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بإقامة المتحف المصري التاريخي الحديث فاقت كل التصورات والتوقعات باعتبارها حدث حضاري ضخم لامثيل لها جسد العديد من المزايا والخصائص التي ظهرت في مهارات التقنية واللونية العصرية والتفرد في الملامح والعمق في العرض فقد كان الذهول والإعجاب يملأ المكان ويعكس علي الاجواء بعدا يضاهي الألفية الثالثة فالواضح ان الثوب الجديد الزاهي الذي ظهرت به احتفائية الحدث وما وراءها يعتبر سجلا تراكميا للرئيس السيسي في دفة حكمه وأمامنا انجاز مدينة القاهرة الادارية والتحوطات الناجحة من مازق الحياة الاقتصادية.
الحضور العالمي والاقليمي والعربي علي مستوي قادة الحكومات كان أنيقا ومشرفا يحمل دلالات قوة العلاقة المصرية الخارجية علي المستوي السياسي والدبلوماسي.
في ثنايا حدث المتحف المصري الحديث تتأطر حقائق تفرد الحضارة المصرية من زاوية القدم والتفوق والنكهة المتخصصة وان أرض الكنانة شهدت علي ضفاف النيل انطلاقة إنسانية حضارية تجاوزت الآلاف السنوات انعكس ألقها علي الحضارات المجاورة في ذلك الزمن البعيد!!
قدماء المصريين كانوا يؤمنون بحياة مابعد الموت الشئ الذي يعتبر درسا ايمانيا وحضاريا يؤكد البصمة المصرية الرائدة في حين ان بعض الحضارات الاخري لم يتوفر لها ذلك.
أيضا احتفائية متحف السيسي لم تنسي تقديس وحب وعشق قدماء المصريين للنيل فهو ركيزة الدولة التي قامت علي اكتافهم حتى قال المؤرخون بأن مصر هي هبة النيل علاوة علي القرابين التي كانوا يقدمونها للنهر التاريخي بين الفينة والأخرى!!.
أيضا جسد متحف السيسي بأن مصر تحتوي على ثلث آثار العالم وكيف قامت الحضارة المصرية القديمة علي الدولة الكاملة التي تحتضن جميع أدوات الحياة والابداع في ذلك الزمن السحيق فالشاهد أن نقوش المعابد ذكرت تلك الحقائق والمعطيات في لونية زاهية وأمامنا الملوك امنو فيس ورامسيس وتخمتس والملكات حتشبسوت ونفرتاي والقائمة تطول فضلاً عن حراسهم من الكهنة الذين كانوا يستخدمون الماء المقدس للتطهير والبركة كل ذلك في ظل رعاية الالهة المذكورين في سجل التاريخ القديم.
يبقي ان متحف السيسي سوف يبقي حدثًا متالقا له مابعده يتحدث عنه القاصي والداني بشئ من الفخر والإعجاب.
كان متحفا رائعا وجميلا أرى دوره في الذاكرة المصرية في منطقة جغرافية واسعة وحدائق غناء!!.
