السؤال الذي يتردد في الشارع السوداني هذه الأيام ليس بسيطاً، ولا يمكن تجاهله: هل يخون البرهان السودان؟
سؤال يحمل في طياته الغضب والشك، لكنه في الوقت ذاته يعكس عمق الجرح الوطني الذي خلّفته الحرب والمؤامرات وتعدد مراكز القرار.
البرهان، الذي تصدّر مشهد القيادة العسكرية منذ اندلاع حرب الكرامة، وجد نفسه بين مطرقة الضغوط الدولية وسندان صبر الشعب السوداني الذي قدّم أبناءه دفاعاً عن الأرض والعرض. وبين هذا وذاك، تتسع المسافة بين ما ينتظره الشعب وما تفعله القيادة، مما يثير الشكوك حول الاتجاه الذي تسير فيه بوصلة القرار العسكري والسياسي.
الشعب لا يطلب المستحيل.
هو فقط يريد حسماً واضحاً، وعدالة نزيهة، وقراراً حازماً لا يخضع للمساومات. ولكن كل تأخير في الحسم، وكل تساهل مع من خان الوطن وقتل أبناءه، يفتح باب الأسئلة المشروعة: هل هي حكمة وصبر… أم تواطؤ وصمت خائن؟
لقد أثبتت التجارب أن من يتهاون مع الخيانة يشارك فيها بطريقة أو بأخرى. فالصمت في وجه الباطل ليس حياداً، بل مشاركة في الجريمة. والشعب السوداني الذي واجه مليشيا الدعم السريع بصدور عارية لن يقبل أن تتحول تضحياته إلى ورقة تفاوض أو اتفاق هزيل يُمنح فيه القتلة مكافأة سياسية.
إن من يخون السودان ليس فقط من يرفع السلاح ضده، بل من يسكت على الظلم، ومن يهادن القتلة، ومن يتقاعس عن نصرة الحق.
وإن كان البرهان حقاً يريد أن يكتب اسمه في سجل الشرف الوطني، فعليه أن يختار بين أن يكون قائداً للوطن أو رهينة للحسابات الخارجية.
اخر الكلام :
السودان اليوم لا يحتمل المراوغة ولا الصفقات، بل يحتاج إلى قائد يسمع نبض الشارع، يواجه الخونة، ويستكمل معركة الكرامة حتى نهايتها.
فإما أن يُكتب اسمه في صفحات النصر… أو يُكتب في صفحات التاريخ كمن تردد في لحظة كان الوطن يحتاجه فيها أكثر من أي وقت مضى.
