الإثنين, نوفمبر 3, 2025
الرئيسيةمقالاتفلق الصباح ...

فلق الصباح علي بتيك يكتب… الفاشر أيقونة الصمود

    لابد في البدء من تحية أولئك الذين سطروا أروع الملاحم في معركة الكرامة منذ اندلاع التمرد قبل أكثر من عامين ونصف..إن قيادة ومنسوبي الفرقة السادسة والقوات المساندة لهم يستحقون نوط الجدارة والبسالة لقد أعطوا وما استبقوا شيئاً ومنحوا الوطن والقيادة فرصة لتدارك الأمر ورفع الحصار عنهم وهو ما لم يحدث على النحو المرجو.إن التاريخ سيحفظ أسماء كل أهل الفاشر الذين رابطوا وصبروا على الحصار كما المسلمون الأوائل في حصار الشعب وقد يرمز لهم في لوحة الشرف بأسماء من أمثال اللواء محمد خضر واللواء خليل دوسة والعقيد احمد حسين والرقيب آسيا وغيرهم من الأبطال الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا. 
     إن المتتبع للخط البياني لمعركة الكرامة يهتدي بسهولة إلى ضرورة إحداث تغيير كبير في الصف القيادي للمؤسسة العسكرية التي تعج بمىئات الكفاءات المقتدرة ممن يحملون رتبا رفيعة ومؤهلات في القيادة والأركان.
      أما على صعيد المقاومة الشعبية فينبغي "فك لجامها" والتأكيد على بعدها الشعبي المثبت في اسمها فهي ليست جيشاً ثان إذ منوط بها أن تستنفر الشعب على طريقة "الفزعة" دعماً وإسنادا للدولة والجيش بالمال والأنفس وكانت بداياتها صائبة إذ أفلحت في تجيبش أكثر من خمسمائة ألف مستنفر للأسف لم يمكنوا أو يسلحوا ليغيروا مسار المعركة وهو ماسمح للمتمردين بالتقدم وتدنيس الخرطوم والجزيرة وسنار وغربي كردفان وصولاً إلى الفاشر.
       ظني أن المشهد بات واضحاً للعيان والشعب يعرف أعداءه جيداً في الداخل كانوا أم في الخارج ممن يرمونه عن قوس واحدة بغية تفتيت السودان طمعا في موارده وسعيا لتقاسم ميراثه فالدور الصهيو أمريكي عن طريق عملائهم في الإقليم ودول الجوار في دعم المليشا لايحتاج لدليل قدر ما يحتاج لعمل مضاد دبلوماسياً وعسكرياً وهو ما لم تفلح فيه إدارة الدولة حتى يوم الناس هذا.
     وليس بخاف أن الدولة أعلنت التعبئة العامة قبل عامين ولايزال الإعلان ساريا مع استمرار  العدوان ليتها وبعيد أحداث الفاشر وبارا وأم دم والمزروب وتأمينا للمناطق المحررة أعلنت حالة الطوارئ ومن ثم عملت على تعبئة وحشد الطاقات الوطنية والتحرك لتحرير وتطهير كل البقاع التي دنستها المليشيا.
       أيضاً على الدولة الثبات على مواقفها المبدئية من أية مبادرات التفافية تستهدف الوطن ووحدته وتدعم المتمردين عبر بوابة الهدنة والإغاثة والإنسانية التي أهدروا كرامتها بدعمهم للمليشيا الإرهابية التي لم ترقب في الوطن أو المواطنين إلا ولا ذمة.فالمواطن دفع الثمن غاليا ولايزال في سبيل تحرير الوطن والإرادة ولن يقبل بعودة هؤلاء الأوباش مجدداً كما لن يتنازل عن تجريمهم ومحاكمتهم وكل خائن للوطن المثخنة جراحه النازفة دماؤه.
        إن معركة الفاشر فيها كثير من الدروس ومابعدها ينبغي أن يختلف عما قبلها وهو مايستدعي تغييرا في مناهج إدارة الدولة ومعركة الكرامة وملف المفاوضات والحرب والسلام تماهيا مع رغبات وتطلعات الشعب السوداني الذين دفعوا الثمن غاليا من أموالهم ودمائهم وأحلامهم ومستقبلهم الذي يحق لهم وحدهم تشكيله وتحديد معالمه.
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات