حملات التخوين ضد قيادات الجيش،ورفع شعار ( عزل البرهان ) ودق اسفين بين الجيش وقيادته من ناحية وبين الجيش والشعب من ناحية اخري عبر اظهار ان الجيش غير قادر علي حسم التمرد وضعف إمكانياته مقابل قوات التمرد والاستشهاد بسقوط المدن تلو الاخري في يد المتمردين والتغطية الإعلامية لتلك الحملات التي تستهدف المدن وإظهار ان التمرد في اعلي قدرته وطاقته،وأن الجيش في ادني قوته وضعفه،هو مخطط يتبع حملات تدمير الوطن واشعال الفتنه فيه تمهيدا لتفتيته الي دويلات،وتحريك الخطي نحو الاقتناع بمبدأ قبول الهدنة وسياسة أمر الواقع والرضوخ الي فكرة انفصال إقليم كامل تحقيقا لطموحات آل دقلو ورعاتهم في حكم جزء من السودان ومصادرة القرار فيه .
بلاشك ان المشهد السياسي والعسكري السوداني الحالي و مايدور من حملات اعلامية تشابه شهور الحرب الأولي حين كأن التمرد يبسط سيطرته علي الخرطوم وسنار والجزيرة واجزاء من النيل الابيض ،ويشابه كذلك ماحدث في السودان مطلع التسعينات حين تمكن التمرد بقيادة جون قرنق من الوصول الي مناطق بعيده عن سيطرته وبات علي مشارف ولاية النيل الأبيض بل وصل به الأمر ان هدد( بشراب الجبنة) في شندي وكانت القوات مدعومة من عدة دول ،وذات السيناريو نفذته المليشيا في الخرطوم والجزيرة وسنار وغيرها من مدن دافور وكردفان ، وهو ذات سيناريو مجموعة الجنجويد بنقل الحرب الي الشمال واحتلال مروي مسنودة علي عدد من الدول وفرت لها الدعم والغطاء السياسي المحلي والاقليمي الذي يمهد لتمددها في الخارطة السودانية ..
نعم ينسي ويتناسي أصحاب العواطف ان الجيش في مطلع التسعينات لقن قوات الحركة الشعبية دروسا كبير رغم إمكانياتها الكبيرة وإمكانيات الجيش الضعيفة ،ومن ثم انطلق الجيش طيلة فترة العشر سنين الاولي من حكم الإنقاذ الي تقوية كوادره وتطوير إمكانياته الي أن وصل الي مرحلة الاكتفاء الذاتي وانتقل الي التصدير لولا أن تكالب عليه الأعداء والخونة،وأن سقوط المدن في قبضة الجنجويد ليس مؤشر علي قدرتها علي السيطرة والتحكم في الوطن والمواطن ،وماحدث نهاية الأسبوع الماضي من اقتحام ومجازر في #الفاشر وبارا ضد المدنيين هو نقل للحرب من العاصمة الي مناطق دارفور بدعم دولي كبير للمتمردين وتسخير إمكانيات تلك الدول لخدمة مشروعها الاستيطاني عبر تنفيذ الخطة ( ب) وهي احتلال ولايات دارفور وكردفان تمهيدا لانفصال الاقليم بعد فشل الخطة ( أ) والتي اعتمدت علي سيطرة المليشيا علي الحكم في السودان والذي وجد حائط صد من الشعب وجيشه وكبدت فيه المليشيا خسائر فادحة وفقدت ٩٠% من قوتها في معركة الخرطوم لكنها استعاضت عن هذه الخسارة بجلب مزيد من المرتزقة عبر جسر جوي وبري كانت قاعدته مطار ام جرس بتشاد ومطار نيالا ..
حتما فإن الجيش سينتصر بذات القيادة الحالية والتي علي راسها ( البرهان ) ولن تنجح حملات الجنجويد ومن شايعهم في زرع الفتنة بين الجيش وشعبه ولن تهز الثقة بين الجيش وقيادته والشعب وسيدحر الجنجويد من أرض السودان وسيقاوم الشعب في الغرب والشمال والشرق والوسط والجنوب مع جيشه ضمن مشاريع الاستنفار والمقاومة. الشعبية مشروع الاستيطان لعرب الشتات ويبني علي انقاض المشروع دولة السودان الجديدة وان غدا لناظره لقريب ..
                                    