الأحد, أكتوبر 5, 2025
الرئيسيةمقالاتفي يوم المعلم.. تحية إلى رسل الإنسانية.. ...

في يوم المعلم.. تحية إلى رسل الإنسانية.. بقلم د. إسماعيل الحكيم..


إنّ في الخامس من أكتوبر من كل عام، يقف العالم وقفة إجلال وإكبار أمام أعظم رسالة حملها بشر بعد الأنبياء، رسالة التعليم. إنّه يوم المعلم يوم الوفاء والعرفان، يوم الاعتراف بجميل أولئك الذين أضاءوا ظلمة الجهل بنور العلم، وغرسوا في العقول بذور المعرفة، وفي القلوب قيم الخير والعطاء.
المعلم لم يكن يوماً بناقلٍ للمعلومة، بل هو صانع الوعي ومهندس العقول وباني الأجيال. به تنهض الأمم وتزدهر الحضارات، وبدونه يخبو النور وتضيع الاتجاهات. فكم من عالمٍ أبدع، وكم من قائدٍ أنصف، وكم من مصلحٍ غيّر مجرى التاريخ — وكلهم كانوا يومًا تلاميذ جلسوا أمام معلمٍ آمن بقدراتهم وأشعل فيهم جذوة الحلم وقوة العزيمة..
يوم المعلم ما كان يومًا عابرًا في رزنامة العام، إنما هو وقفة ضمير أمام أصحاب الفضل الذين حملوا رسالة السماء في نشر العلم والرحمة، وسكبوا من أعمارهم وجهودهم ما جعل الآخرين ينهضون ويبدعون. إنه عيد ورد للجميل في آن واحد لمن علّمونا كيف نكتب ونقرأ ونفكر ونحيا حياة تليق بالإنسان.
وفي هذا اليوم، لا يسعنا إلا أن نرفع التحية والتقدير إلى كل معلمٍ على وجه الأرض، في مدرسةٍ أو جامعة، في فصلٍ أو خيمة، في مدينةٍ أو قريةٍ نائية.
إليكم يا من صنعتم الفرق في حياة الملايين، يا من غرستم القيم في النفوس قبل الحروف في الدفاتر، يا من جعلتم العلم طريقًا إلى الكرامة والنور.

كل عام أنتم بخير، أيها الأنبياء الصامتون، والرسل المجهولون، الذين ما عرفتم إلا العطاء.
فأنتم نبعُ الحضارة، وأنتم جذوة النهضة، وأنتم – بعد الله – من يستحق أن يُقال فيكم:

قُم للمعلّم وفّه التبجيلا… كاد المعلم أن يكون رسولا. elhakeem.1973@gmail.com

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات