الأربعاء, أكتوبر 15, 2025
الرئيسيةمقالاتاستعادة دار الحزب الشيوعي بين حق البقاء في الداخل وخطورة هجرة القيادات...

استعادة دار الحزب الشيوعي بين حق البقاء في الداخل وخطورة هجرة القيادات الحزبية إلى الخارج بقلم / الصادق علي حسن

بالعنوان أعلاه كتب الدبلوماسي النابه والمهموم بقضايا بلاده السيد مهدي داؤود الخليفة مقالا حوى قيمة استعادة الحزب الشيوعي لدوره داخل البلاد ،وممارسته لانشطته الحزبية باعتبارها من الحقوق المكفولة التي لا علاقة لها بالاعتراف بالنظام السياسي الحاكم بحكم الأمر الواقع . وكان الحزب الشيوعي نفسه قبل فترة قد تواصل فرعه بعطبرة مع أجهزة سلطة الأمر الواقع بالمدينة المذكورة ، بشأن تذليل الخدمات الضرورية بالمدينة ، فخرجت الأقلام الناقمة والتي شغلت الساحة السياسية بالنقد اللاذع . لقد أكد الحزب الشيوعي من خلال واقعتي قيام فرعيته بعطبرة بالبحث والسعي من أجل تذليل متطلبات المواطن الضرورية من خدمات كهرباء ومياه بالمدينة المذكورة ،كما ومن خلال استلامه لمقاره داخل السودان لممارسة انشطته الخدمية والسياسية وسط الجماهير ،بأنه يقرأ قراءة صحيحة للأوضاع المتغايرة بالبلاد ، فالأحزاب والتنظيمات السياسية ليست مجردة لافتات بشعارات ونظريات وأفكار . إن القيمة الحقيقة للأحزاب في معايشة قضايا الجماهير ،وليس في تبنيها لطرحها في المنابر والتنافس الحزبي. إن من الأخطاء الجسيمة إخلاء الساحة السياسية لحزب المؤتمر الوطني وحركة الإسلام السياسي ،كما ومن الأخطاء الفادحة أيضا الركون إلى البندقية. فالديقراطية لن تأتي من خلال فوهات البنادق، وقد صارت البندقية نفسها أزمة وشعارا مثل حقيبة سفر قيادات الأحزاب الجائلة التي لا يُسمع بها إلا من خلال الورش والمؤتمرات واللقاءات الخارجية والتصريحات الإعلامية .
الحرب عطلت الأنشطة الحزبية السياسية ولكنها لم تعطل الحياة العامة ، بل زادت من مسؤولية الأحزاب للإلتحام بالجماهير والقيام بمباشرة أساسيات الحياة اليومية. ستفقد قيادات الأحزاب التي اتخذت من المهاجر ملاذت آمنة تلقائيا الحق الاعتباري في تمثيل الجماهير . فالجماهير ليست حقيبة يدوية يحملها القيادي الحزبي ليعود وقتما شاء لتحمله الجماهير على الأعناق. فالأمر قد اختلف تماما ، فالحرب العبثية قد اشاعت الوعي في البوادي والأرباف قبل المدن ، ومن يريد أن يتولى أمر حكم الجماهير فعليه أن يكون مع الجماهير التي تعاني ، لا ان ينتظر انقشاع الحرب لياتي بلافتات الشعارات المرفوعة .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات