في معركة الكرامة، برزت شخصيات كثيرة، غير أنّ الدور الذي قدّمه الفريق مفضل مدير جهاز المخابرات العامة، كان مختلفاً، حيث حمل الجهاز على عاتقه مهام بالغة الحساسية، ومارس أدواراً متقدمة في كل المحاور العسكرية والأمنية والاستخبارية.
لقد أثبت الرجل أنّ جهاز المخابرات ليس مجرد مؤسسة ظِلّ تتابع الأحداث من بعيد، بل كان في قلب الميدان، يمدّ القوات بالمعلومات الدقيقة، ويفكك الخلايا النائمة، ويحصّن الجبهة الداخلية ضد الاختراقات. كان الجهاز بقيادة مفضل خط الدفاع الأول في مواجهة الحرب النفسية والإعلامية، مثلما كان السند الوثيق للقوات المسلحة والقوى الوطنية في معركة المصير.
القيادة التي مارسها مفضل كشفت عن عقلية واعية تدرك خطورة التوقيت، وتستشعر مسؤولية الوطن في لحظات الامتحان الصعبة. لم يكتفِ الرجل بالمتابعة من المكاتب، بل جعل الجهاز فاعلاً في مسرح العمليات، وقدم نموذجاً يُحسب في تاريخ المخابرات السودانية.
إن معركة الكرامة لم تكن معركة سلاح فقط، بل كانت معركة وعي، معلومة، وانضباط. وفي هذا السياق، ظهر دور جهاز المخابرات العامة بقيادة مفضل باعتباره الحارس الأمين على أمن البلاد، والذراع التي ساعدت على قلب موازين المعركة لصالح السودان وأهله.
آخر الكلام:
لذلك نقول: لا مفضل غير مفضل، لأنه لم يكن مجرد مدير مؤسسة، بل كان عنواناً للثبات في زمن الاضطراب، وركيزة من ركائز النصر في لحظة فارقة من تاريخ الوطن.