السبت, سبتمبر 27, 2025
الرئيسيةمقالاتصرخة في واد: جرائم الميليشيا في السودان والعالم الصامت ...

صرخة في واد: جرائم الميليشيا في السودان والعالم الصامت بقلم: أسامة الصادق ابو مهند

لقد بلغنا مرحلة غير مسبوقة من العبث المستمر من الإستخفاف بأرواح الناس من جانب مليشيا آل دقلو الإرهابية، مرحلة لم يعد فيها لهذه المليشيا المجرمة أى التزام بحدود أو قوانين أو حتى اعتبارات إنسانية أو دينية، إن ما يجرى اليوم من إنتهاكات فى مناطق سيطرة هذه الميليشيا تدمي القلب وما حدث في الفاشر يوم الجمعه الماضي في مسجد حي الدرجة الأولى بالفاشر يعد انتهاكاً مزدوجاً للحرمات: أولًا، باستهداف المصلين داخل بيت من بيوت الله، وثانياً: بتحويل المسجد إلى مقبرة جماعية.
ما حدث من اعتداء يعتبر بكل تأكيد سابقة لم تشهدها مدينة الفاشر من قبل من واقع أجبار السكان على خرق كل الأعراف الدينية والاجتماعية المتعلقة بالموت، في ظل غياب أي حماية أو ممرات إنسانية لهم، هذا الإعتداء للآسف الشديد يمثل قمة الاستهتار بكل المواثيق الدولية، وضرباً صارخاً لكل الأعراف والقوانين الإنسانية، نحن أمام مشهد لا يمكن وصفه إلا بالمخجل والمؤلم، والمجتمع الدولي بكافة منظماتة التي تدعي حماية الإنسان تمارس الصمت المطبق حيال كل الاعتداءات المتكررة لهذه الميليشيا وهي لم تعد تكتفى بتشريد ونهب المواطن بل تجاوز ذلك إلى ممارسة القتل والتدمير الممنهج للمؤسسات والمنشآءات الخدمية، دون أن يجد أمامها قوة توقفها أو موقفاً حاسماً يردعها. والسؤال الذى يفرض نفسه هنا: إلى متى سيستمر هذا الصمت الدولي…؟؟؟ إلى متى سنظل نرى مقدرات السودان والمواطن تنهب وتهدر على مرأى ومسمع من الجميع…؟؟؟؟ وإلى متى سيبقى المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة الحقوقية والإنسانية، فقد ظل على الدوام يرفع شعارات زائفة عن حقوق الإنسان، بينما يقف عاجزاً أو متواطئاً أمام أبشع صور جرائم الحرب في الفاشر ومعسكرات النازحين في زمزم وابو شوك وغيرها من المناطق التي دنستها هذه الميليشيا المجرمة..؟؟؟

▪️إن ما وقع في إحدى مساجد مدينة الفاشر يوم الجمعه الماضي من اعتداء لا يعدو كونه حلقة جديدة فى مسلسل طويل من الانتهاكات وهي تدرك إنها لا تجد أي مساءلة من المجتمع الدولي إزاء هذا العمل الإرهابي وأن ردود الأفعال لا تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار فقط، وأن الواقع الدولي وإزدواجية والمعايير فيه يوفر لهذه الميليشيا المجرمة بيئة آمنة لمواصلة عدوانها على المواطن والوطن.
لكن الأمل ما زال قائماً، والأمل اليوم معقود القوات المسلحة الدرع الحصين والسيف لكل خائن وعدو متربص يريد أن يعبث بأمن واستقرار الوطن، ومن خلفهم يقف الشعب السوداني صفاً واحداً خلف جيشه وقيادته لدحر هذه الميليشيا حيث لم يعد هناك وقت للانتظار أو للتسويات الهشة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، المطلوب اليوم موقف سوداني موحد صريح وقوى خلف جيشه يعيد للوطن هيبته وكرامته، لنؤكد للعالم أجمع أن السودانين لا يمكن أن يظلوا صامتين إلى ما لا نهاية.

▪️إن توحيد الصف الوطني لم يعد مجرد شعار نردده، بل أصبح ضرورة وجودية لا غنى عنها، المرحلة التى نمر بها حرجة للغاية، وأى تهاون أو تراجع ستكون كلفته باهظة على حاضرنا ومستقبلنا. حفظ الله السودان من كل شر، وحفظ الله شعبه من كل عدو يتربص به.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات