✦ السُّودَانُ الصَّامِدُ: مُوَاجَهَةُ العُقُوبَاتِ وَصُمُودُ الوَطَنِ ✦ بقلم/ عبير نبيل محمد

مُنذُ نَشَأْنَا وَتَعَلَّمْنَا، عَرَفْنَا مَنْ هُمُ الدُّوَلُ العُظْمَى، وَالعِظْمَةُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَيْفَ يَسْيطِرُونَ عَلَى شُعُوبِ العَالَمِ الثَّالِثِ، وَكَيْفَ يَقْمَعُونَ الطُّمُوحَاتِ وَيَبْحَثُونَ عَنْ أَدَقِّ الشُّقُوقِ لِإِعَادَةِ شُعُوبِنَا إِلَى دَائِرَةِ الصُّرَاخِ وَالمَعَانَاةِ.
لَيْسَ جَدِيدًا عَلَى السُّودَانِ أَنْ يُوَاجِهَ ضُغُوطًا اقْتِصَادِيَّةً وَسِيَاسِيَّةً، وَأَنْ تُفْرَضَ عَلَيْهِ العُقُوبَاتُ وَالدُّيُونُ، وَأَنْ يُسْتَهْدَفَ الأَشْخَاصُ الشُّرَفَاءُ الوَطَنِيُّونَ الَّذِينَ يُضَحُّونَ مِنْ أَجْلِ حِمَايَةِ وَطَنِهِمْ.

اليوم، يَقِفُ أَمَامَنَا مِثَالٌ حَيٌّ عَلَى هَذَا الصُّمُودِ: الدُّكْتُورُ جَبْرِيلُ إِبْرَاهِيمَ، رَئِيسُ حَرَكَةِ العَدْلِ وَالمُسَاوَاةِ وَوَزِيرُ المَالِيَّةِ، الَّذِي تَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّاتِهِ الوَطَنِيَّةَ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ، إِلَى جَانِبِ فِيلَقِ البَرَاء، الكَتَائِبِ السُّودَانِيَّةِ المُسْتَقِلَّةِ، الَّتِي وَضَعَتِ الدِّفَاعَ عَنِ الأَرْضِ وَالوَطَنِ فَوْقَ كُلِّ اعْتِبَارٍ، لِتُثْبِتَ أَنَّ إِرَادَةَ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ لا تُقْهَرُ.

العُقُوبَاتُ: مُحَاوَلَاتٌ لِثَنِيِ الإِرَادَةِ

فِي سَبْتَمْبَرَ 2025، فُرِضَتْ وَزَارَةُ الخَزَانَةِ الأَمْرِيكِيَّةُ عُقُوبَاتٌ عَلَى الدُّكْتُورِ جَبْرِيلِ إِبْرَاهِيمَ، بِزَعْمِ “تَأْجِيجِ الحَرْبِ” فِي السُّودَانِ، ضِمْنَ سِيَاسَةٍ مُتَكَرِّرَةٍ لِلضَّغْطِ عَلَى القُوَى الوَطَنِيَّةِ المُسْتَقِلَّةِ.

هَذِهِ العُقُوبَاتُ تَهْدِفُ إِلَى:

إِضْعَافِ الإِرَادَةِ الوَطَنِيَّةِ

إِيقَافِ المُبَادَرَاتِ المَحَلِّيَّةِ لِلتَّنْمِيَةِ

تَحْوِيلِ الاِنْتِبَاهِ عَنِ الدِّفَاعِ عَنِ الوَطَنِ

لَكِنَّ الشَّعْبَ السُّودَانِيَّ وَكُلَّ القُوَى الوَطَنِيَّةِ رَفَضَ القَرَارَ وَاسْتَنْكَرَ مَا وُصِفَ بِقَرَارَاتٍ غَيْرِ دَقِيقَةٍ وَظَالِمَةٍ، مُؤَكِّدِينَ أَنَّ الدُّكْتُورَ جَبْرِيلَ لَمْ يَحْمِلِ السِّلَاحَ إِلَّا دِفَاعًا عَنِ النَّفْسِ وَالوَطَنِ أَمَامَ تَجَاوُزَاتِ المِيلِيشِيَاتِ.

الصُّمُودُ وَالابْتِكَارُ: دُرُوسٌ مِنْ أَرْضِ المَعْرَكَةِ

الزِّرَاعَةُ: قُوَّةُ الإِنْتَاجِ المَحَلِّيِّ
فِي مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ الاقْتِصَادِيَّةِ، بَرَزَتْ شَرِكَاتٌ وَطَنِيَّةٌ لِلْحُلُولِ الزِّرَاعِيَّةِ بِتَقْنِيَاتِ رِيٍّ مُتَقَدِّمَةٍ، مِمَّا سَاهَمَ فِي زِيَادَةِ الإِنْتَاجِيَّةِ وَتَقْلِيلِ الاعْتِمَادِ عَلَى الوَارِدَاتِ، وَدَعْمِ الأَمْنِ الغِذَائِيِّ، خَاصَّةً فِي مَنَاطِقِ النِّزَاعِ.

التَّصْنِيعُ الحَرْبِيُّ: التَّفَوُّقُ العَسْكَرِيُّ
طَوَّرَتْ هَيْئَةُ التَّصْنِيعِ الحَرْبِيِّ السُّودَانِيَّةُ طَائِرَةَ “سِفَارُوق” الهُجُومِيَّةَ بِدُونِ طَيَّارٍ وَطَائِرَاتِ اسْتِطْلَاعٍ مُتَقَدِّمَةٍ، مُعَزِّزَةً القُدْرَةَ الدِّفَاعِيَّةَ الذَّاتِيَّةَ لِلسُّودَانِ.

الاِكْتِشَافَاتُ العِلْمِيَّةُ: السُّودَانُ فِي المُقَدِّمَةِ
ابْتَكَرَ عُلَمَاءُ جَامِعَةِ الخُرْطُومِ وَمَرْكَزُ أَبْحَاثِ الطِّبِّ الحَيَوِيِّ عَقَارَ “سُودَانُوفَا” المُضَادَّ لِلأَمْرَاضِ المُزْمِنَةِ وَالفَيْرُوسَاتِ المُقَاوِمَةِ لِلْمُضَادَّاتِ الحَيَوِيَّةِ، دَلِيلًا عَلَى قُدْرَةِ السُّودَانِ عَلَى الابْتِكَارِ العِلْمِيِّ لِحِمَايَةِ المُوَاطِنِ وَالوَطَنِ.

فِيلَقُ البَرَاء: قُوَّةٌ وَطَنِيَّةٌ عَلَى الجَبْهَةِ

فِيلَقُ البَرَاءِ بْنِ مَالِك: كَتَائِبُ سُودَانِيَّةٌ مُسْتَقِلَّةٌ، تَضُمُّ أَكْثَرَ مِنْ 20,000 مُقَاتِلٍ، تَنْتَشِرُ فِي دَارْفُورَ، الخُرْطُومِ، البَحْرِ الأَحْمَرِ وَكَرْدُفَانَ.

القُوَّةُ العَسْكَرِيَّةُ: قَادِرُونَ عَلَى شَنِّ هَجَمَاتٍ سَرِيعَةٍ وَفَعَّالَةٍ، تَأْمِينِ خُطُوطِ الإِمْدَادِ، وَالدِّفَاعِ عَنِ المُدَنِيِّينَ.

الدَّوْرُ الحَالِيُّ فِي المَعْرَكَةِ: يُوَاجِهُونَ مِيلِيشِيَاتِ الدَّعْمِ السَّرِيعِ، يُحْمُونَ المَنَاطِقَ المُسْتَهَدَفَةَ وَيُعَزِّزُونَ صُمُودَ القُوَّاتِ الوَطَنِيَّةِ عَلَى خُطُوطِ الجَبْهَةِ.

الخُلَاصَةُ: فِيلَقُ البَرَاءِ قُوَّةٌ قِتَالِيَّةٌ صَامِدَةٌ تَلْعَبُ دَوْرًا رَئِيسِيًّا فِي حِمَايَةِ الأَرَاضِي السُّودَانِيَّةِ وَإِحْبَاطِ مُحَاوَلَاتِ العُدْوَانِ.

سِيَاسَةُ الدُّوَلِ العُظْمَى تُجَاهَ العَالَمِ الثَّالِثِ

العُقُوبَاتُ عَلَى السُّودَانِ تُجَسِّدُ اِسْتِرَاتِيجِيَّةَ الدُّوَلِ الكُبْرَى:

1. السَّيْطَرَةُ عَلَى الاقْتِصَادِ وَالمَوَارِدِ
2. التَّدَخُّلُ العَسْكَرِيُّ وَالأَمْنِيُّ عَبْرَ المِيلِيشِيَاتِ
3. فَرْضُ التَّبَعِيَّةِ السِّيَاسِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ
4. اِسْتِخْدَامُ الجُوعِ كَسِلَاحٍ لِإِخْضَاعِ الشُّعُوبِ

القُوَى الكُبْرَى لا تَرَى فِي شُعُوبِنَا إِلَّا أَدَوَاتٍ لِلْهَيْمَنَةِ، بَيْنَمَا إِرَادَةُ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ تُمَثِّلُ العَقَبَةَ الحَقِيقِيَّةَ أَمَامَ أَطْمَاعِهِمْ.

الخَاتِمَةُ وَالرِّسَالَةُ لِلْمَجْلِسِ السِّيَادِيِّ

إِلَى المَجْلِسِ السِّيَادِيِّ السُّودَانِيِّ وَالقِيَادَةِ الوَطَنِيَّةِ:

احْسِمُوا المَوْقِفَ، دَعُوا القُوَّاتِ تَتَقَدَّمُ، لا تَتَرَدَّدُوا، اللهُ مَعَكُمْ، وَالشَّعْبُ خَلْفَكُمْ.
وَالسَّمَاءُ تُبَارِكُ وَالأَرْضُ تَصْمُدُ وَتُقَاوِمُ.
لا هُدْنَةَ، لا تَفَاوُضَ، لا اِنْقِسَامَ.

النَّصْرُ حَلِيفُ الحَقِّ، وَإِرَادَةُ الشَّعْبِ فَوْقَ كُلِّ اعْتِبَارٍ.

فِي الفَاشِرِ حَيْثُ الجُوعُ وَاقِعٌ، وَالصَّبْرُ صُمُودٌ، وَدَلِيلُ قُوَّةِ الإِرَادَةِ، لَمْ يَفْقِدِ النَّاسُ الأَمَلَ، إِذْ إِنَّ جَيْشَ الغَضَبِ قَادِمٌ لِصَحْقِ الصُّوصِ وَجَعْلِهِمْ مِثَالًا كُلِّ مَنْ أَرَادَ المِسَاسَ بِالوَطَنِ.
وَكُلُّ شِبْرٍ مِنَ السُّودَانِ أَثْبَتَ أَنَّ الصُّمُودَ وَالشَّجَاعَةَ قَادِرَانِ عَلَى قَلْبِ المُعَادَلَاتِ، وَأَنَّ كُلَّ خَائِنٍ قَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ وَحْدَهَا.

تَوَقُّعِي: النَّصْرُ سَيَعُمُّ كُلَّ مَنَاطِقِ السُّودَانِ، وَسَتُصْبِحُ العُقُوبَاتُ مُجَرَّدَ صَفْحَةٍ مِنْسِيَّةٍ أَمَامَ إِرَادَةِ شَعْبٍ لا يَعْرِفُ الاِنْكَسَارَ.

سَلاَمٌ وَأَمَانٌ فَالْعَدْلُ مِيزَانٌ.

تَوْقِيعٌ لا يُنْسَى

أَنَا الرِّسَالَةُ حِينَ يَضِيعُ البَرِيدُ…
أَنَا امْرَأَةٌ مِنْ حِبْرِ النَّارِ