جبل مرة :
رجاء داؤد
في مأساة غير مسبوقة، أعلنت السلطة المدنية في مناطق سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد عن وفاة جميع سكان قرية “ترسين” الواقعة بوسط جبل مرة، بعد انزلاقات أرضية مدمرة نجمت عن هطول أمطار غزيرة أمس الأحد.
وبحسب المعلومات الأولية، فإن عدد الضحايا يُقدّر بأكثر من ألف شخص، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، ولم ينجُ من الكارثة سوى شخص واحد فقط، فيما جرفت الانهيارات القرية بأكملها، لتختفي من على الخارطة خلال لحظات.
عمليات إنقاذ مستحيلة
وأكد شهود من المنطقة أن تضاريس جبل مرة الوعرة وانقطاع الطرق جعلت من المستحيل وصول فرق إنقاذ محلية أو دولية في الوقت المناسب، فيما لا تزال الجثث مطمورة تحت الركام والطين.
وقال متحدث باسم الهلال الأحمر السوداني (فرع دارفور) في تصريح أولي:
“نواجه وضعًا كارثيًا بكل معنى الكلمة، فعدد الضحايا ضخم جدًا، والطرق المؤدية إلى جبل مرة مقطوعة، مما يعقّد أي جهد إغاثي عاجل. نحن بحاجة ماسة إلى دعم دولي في المعدات والكوادر.”
من جهتها، أعربت منظمة “أطباء بلا حدود” عن قلقها البالغ، موضحة أن الكارثة تأتي في وقت تعاني فيه دارفور من انهيار شبه كامل للنظام الصحي:
“هذه الحادثة تضيف طبقة جديدة من المعاناة فوق معاناة النازحين والضحايا في دارفور. دون تدخل عاجل، سنشهد أزمات صحية ونفسية خطيرة للسكان الناجين في القرى المجاورة.”
تداخل الكوارث الطبيعية مع الصراع
يرى ناشطون محليون أن غياب بنية تحتية قوية وأنظمة إنذار مبكر ساهم في تضخيم حجم المأساة. ويقول أحد النشطاء الإنسانيين:
“دارفور تعيش أصلاً تحت ويلات الحرب والنزوح، ثم تأتي الطبيعة لتكمل ما بدأه السلاح. ترسين اليوم لم تعد موجودة، وكأنها لم تكن يومًا.”
خاتمة
تُعد هذه الحادثة من أعنف الكوارث الطبيعية التي يشهدها إقليم دارفور خلال السنوات الأخيرة، حيث تحولت قرية بكاملها إلى مقبرة جماعية في صمت مطبق، فيما ينتظر الناجون والقرى المجاورة تحركًا عاجلًا من المنظمات الإنسانية الدولية.
نسأل الله الرحمة والمغفرة للضحايا، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.