في قلب المحنة الوطنية الكبرى التي يعيشها السودان، برزت واحدة من أعقد معاركه المصيرية: معركة الجيش السوداني ضد المرتزقة والمليشيات، معركة لا تدور فقط حول السلطة أو السيطرة على المدن، بل حول بقاء الدولة نفسها، وهوية الجيش الوطني كرمز للوحدة والسيادة.
⚔️ صراعٌ غير متكافئ.. لكنه حتمي
الجيش السوداني، بتاريخه الممتد منذ المهدية إلى مئويته الحالية، يواجه اليوم أكثر من عدو:
ميليشيات ذات تسليح خارجي وتمويل مريب
مرتزقة أجانب دخلوا البلاد تحت شعارات وهمية
حرب إعلامية ونفسية تهدف لتشويه سمعته وشرعيته
اختراقات داخلية سياسية وقبلية تحاول تفكيكه من الداخل
ومع ذلك، لم يتراجع الجيش عن ميدان المعركة، لأنه يدرك أن انسحابه يعني سقوط الدولة في يد الفوضى، وتقسيم البلاد لصالح مشاريع إقليمية ودولية خفية.
🛡️ معركة الجيش ليست فقط عسكرية
الصراع الدائر اليوم يتجاوز الطلقات والنيران، إنه صراع وجود وشرعية وأخلاق:
من يدافع عن المدنيين ويضبط نفسه تحت الضغط؟ الجيش.
من يرفض النهب والاغتصاب والترويع؟ الجيش.
من يحترم القانون والدستور حتى في ظل الحرب؟ الجيش.
بينما المليشيات تمارس حرب العصابات، وتعبث بمؤسسات الدولة، وتبني اقتصادًا موازنًا على ظهر التهريب والابتزاز.
🌍 المشروع الأكبر.. تفكيك الدولة
ليس خافيًا أن الصراع جزء من أجندة إقليمية لإضعاف السودان، وإخراجه من معادلة السيادة في القرن الإفريقي. فالمرتزقة لا يقاتلون من أجل وطن، بل من أجل المال. أما الجيش السوداني، فهو آخر ما تبقى من رموز الدولة.
وبينما تُغلق العواصم أبوابها أمام معاناة السودانيين، يبقى الجيش هو الساتر الأخير، لا فقط في الجبهات، بل في ذاكرة الناس ووجدانهم.
🩸 ثمن الكرامة
الطريق ليس سهلاً. آلاف الشهداء والجرحى، آلاف الأسر المشردة، ولكنها حرب الكرامة، التي قرر فيها الجيش أن يدفع الثمن، بدلًا من أن يعيش في ظل المليشيات والذل.
✊ آخر الكلام :
أيها الجنود، أنتم من تحرسون التاريخ، وتحفرون بدمائكم خندق البقاء.
وأيها الشعب، لا تصدق حملات التشكيك، فعدوك لا يريد جيشًا، بل مرتزقة يخضعون له.
المعركة لم تنتهِ.. ولكن بوصلتنا واضحة:
“إما وطن بجيشه، أو لا وطن إطلاقًا.”
