حاوره أ/ أحمد بابكر المكابرابي أ/ الطيب الباقر الفكي
استطاعت محلية ودمدني الكبرى (ولاية الجزيرة) تجاوز أزمات عديدة نجمت عن الحرب ، وتمكنت إدارة المحلية من وضع خطط إسعافية طارئة لمجابهة العديد من العقبات التي تكبل حركة البناء والإعمار ، وبفضل التنسيق والمتابعة أنجزت المحلية حزمة من المشروعات والبرامج لإعادة الإعمار وتطبيع الحياة المدنية ، إلتقت صحيفة النيل الدولية الاستاذ عادل محمد حسن الخطيب المدير التنفيذي لمحلية مدني الكبرى وأجرينا معه الحوار التالي:
١/ إضاءة تنويرية حول جهود المحلية لإعادة الإعمار وتطبيع الحياة المدنية ؟
بحمد الله وتوفيقه خطونا خطوات واسعة نحو إعادة بناء واعمار مادمرته الحرب، بدأنا في جمع النفايات والانقاذ من أرجاء مدينة ودمدني بمعاونة قطاعات كبيرة حملت معنا هم الإعمار ، وبدانا بتصحيح المظهر العام وإزالة مخلفات الحرب ، وتمت الإستعانة في ذلك بجهات متخصصة مثل شرطة المرور والدفاع المدني ، وقد زالت المخاوف من وجود أجسام متفجرة وبحمد الله لم تحدث أي أضرار . ووجدنا دعم وإسناد كامل من كافة الجهات وخاصة القوات النظامية والمقاومة الشعبية واستطعنا في المدى الزمني المحدد إنجاز مؤشرات متميزة في استعادة المظهر العام وتطبيع الحياة المدنية وتشغيل الأسواق ومواقف المواصلات العامة .
…….
اتسمت خطط وبرامج المحلية بالجدية في تنظيم الأسواق وإدارتها من خلال ماهو ماثل على الواقع حدثنا عن ذلك؟
اتجهنا لإدارة وتنظيم الأسواق بإزالة التراكمات والنفايات التي تكدست على مدى عامين بسبب ممارسات المليشيا الغاشمة ، وتم العمل بمعاونة الإخوة في الغرفة التجارية والخيرين الذين أسهموا معنا في توفير الوقود لتشغيل الجرافات، وكذلك تمت استقدام عربات للنفايات من ولايتي القضارف وكسلا لأعمال النظافة وإزالة النفايات ، وبما أن سوق مدينة ودمدني كان قد شهد قبل الحرب ازدحاما كبيرا من الباعة المتجولين وأصحاب الطبالي نعمل أيضا على استئصال هذه الظواهر، كذلك تمكنا في وقت قياسي من استعادة الحياة للسوق الكبير بمدينة ومدني بمعاونة التجار أنفسهم وبعض الخيرين والمقاومة الشعبية . ووضعنا خطة إسعافية عاجلة لإعادة تشغيل الأسواق وتوفير الضروريات مع تجار الجملة والغرف التجارية لكي ينعم مواطني الولاية بالخدمات . وقد أثمرت الخطة نجاحا مقدرا بفضل تضافر الجهود والحمد لله. ومن هنا يسرنا أن تحيي إدارة الأسواق ومنسوبيها على المجهود الكبير والمقدر الذي يبذلونه، كما نشكر للذين عاونهم من إدارة المرور والأجهزة الأمنية. فكان دورهم كبيرا في فتح الطرق وازالودةوالمهددات الأمنية.. سيما وأن العاملين بإدارة الأسواق قد أضافوا وردية عمل أخرى من السادسة مساءً وحتى العاشرة مساءً ، ونحن عازمون للتعاون معهم حتى تكون ودمدني مدينة حضارية
……….
بذلت إدارة المحلية جهودا مقدرة لعودة النازحين إلى ديارهم وتحقيق الاستقرار ،ماهي الخطوات التي تمت في هذا الصدد؟
تأهبا لاستقبال العائدين من أبناء من مدينة ودمدني الذين نزحوا بسبب الحرب وحتى لا يشعروا بالغربة وسط ديارهم سعينا جاهدين مع الشركاء لاستعادة وجه مدينة ودمدني المشرق . وضعنا لذلك عدة خطط وبرامج وحشدنا دعم المنظمات والخيرين من ابناء الولاية . فكان أن تم عبر لجان المقاومة الشعبية تنظيم أفواج لرحلات العودة للديار بعد معاناة طويلة فرضتها الحرب. فكانت الفرحة عظيمة بعودة مواطني الجزيرة لديارهم والتي ذلك احتفالات كبيرة ..ولم يجد العائدين أي معاناة في التعايش مع واقعهم بعد الحرب . وبفضل جهود حكومة الولاية، ومنظمات المجتمع المدني سعينا لتقوية الحلقة الأضعف بتوفير الدعم بالتعاون مع المنظمات وتم استجلاب أغذية ومؤن ومعدات لسد النقص وتلبية الحاجة الطارئة، ورغم أنها لم تكفي الحاجة الكاملةوإلا أنها كانت خطوة متقدمة لتقديم العون الممكن، خصوصا للمواطنين الذين لم يتمكنوا من مغادرة المدينة إبان فترة الحرب ، إلى ان سارت الأمور كما ينبغي بفضل الله وعونه ثم بتكاتف وتعاون أبناء مدينة ودمدني.
كيف استطعتم توفير الخدمات الضرورية وماهي أبرز الشراكات التي تاونتم معها لتحقيق ذلك؟
وضعت محلية ودمدني خطة طموحة للارتقاء بالخدمات وتطوير ها بما يتناسب وضرورة المرحلة شكلنا لذلك عدة لجان ،وتم التعاون مع حكومة الولاية ولجنة أمن الولاية ومنظمات المجتمع المدني ، استهدفنا في المقام الأول تسهيل معاش الناس وتوفير لقمة العيش بتشغيل الأسواق ثم إعادة انسياب حركة المواصلات الداخلية. وتفعيل الشراكات فيما يتصل بإنعاش الخدمات الصحية بالتعاون مع وزارة الصحة والمنظمات المتعاونة معها ، وتم الشروع في إعادة تشغيل مستشفى ودمدني التعليمي وبقية المستشفيات. وتوفير الدواء والكوادر الطبية . ايضا اتصلت جهودنا مع الإخوة في وزارة التربية والتعليم لإعادة تأهيل المدارس من أجل استئناف العملية التعليمية وبحمد الله تم ذلك في وقت وجيز. ونعمل كذلك بإحكام التنسيق مع الوزارة للإعادة إعمار بعض المدارس المتضررة بودمدني عقب العطلة النهائية
………………..
تشكل مرحلة البناء والإعمار تحديا كبيرا . ماهي أبرز الموجهات التي وضعتها لتجاوز هذا التحدي؟
ضمن الخطط والبرامج الإسعافية التي انتهجتها المحلية مرحلة البناء وإعادة الإعمار بالمحلية والوحدات الإدارية التي تضررت، وجلب المعينات التي تعين الموظفين على أداء أعمالهم، قمنا بتأهيل وصيانة المكاتب وتوفير أجهزة الحواسيب وملحقاتها وتحسين بيئة العمل . ولازلنا نعمل لاستكمال النقص وصولا الغايات والمقاصد، نستطيع أن نقول إن محلية ودمدني قد عادت إليها الحياة بصورة كبيرة وبعون الله نحن ماضون في طريق البناء والإعمار إلى نهايته بإذن الله وتوفيقه. ونستطيع أن نقول أننا استطعنا أن تخطو إلى الأمام بموارد المحلية الذاتية وبنهاية العام الحالي إن شاء الله نكون قد استطعنا إعمار وتأهيل كل البنيات والمرافق.
تواجه المحلية عقبات كبيرة في محور طواريء الخريف هذا العام، خصوصا بعد تراكم النفايات والمخلفات في القنوات والمصارف المائية لعامين متتاليين، كيف تمكن تم من إدارة هذه الازمة؟
في محور طوارئ الخريف بحمد الله انطلق العمل بالتعاون مع وزارة التخطيط العمراني التي إلتزمت بتطهير وفتح القنوات والمصارف الكبيرة وقطعت في ذلك شوطا بعيدا .قمنا نحن بتطهير القنوات الفرعية بإزالة المخلفات والأطماء ولدينا قوة من العاملين تعمل في فتح القنوات والمجاري ونظافة الكباري، ورغم أن العامين الماضيين لم يكن هناك عمل في تطهير المصارف ورغم البداية المتأخرة إلى أننا وصلنا بمجهودات المحلية إلى مستوى مرض . بفضل جهود العاملين في الشؤون الهندسية وبفضل وزارة التخطيط العمراني التي جلبت معدات جديدة كان لها الدور الكبير في فتح كافة المصارف الرئيسية في محلية ودمدني . وماعجزنا عنها في مطلع خريف هذا العام يمكن معالجته خلال فترة الخريف اللاحقة بالاستفادة من مؤشرات السحب والتصريف لطبيعة الأمطار الأولى بإذن الله وعونه.
…….
تشهد ولاية الجزيرة هذا العام الإحتفالات بالعيد الحادي والسبعين للجيش ، والمحلية نصيب الأسد في استضافة برامج الاحتفالات . حدثنا عن استعدادات المحلية لهذا الحدث القومي المهم؟
تتأهب المحلية للمشاركة بصورة واسعة جدا في الاحتفال بالعيد الحادي والسبعين للقوات المسلحة والذي تستضيفه ولاية الجزيرة ،وقد انطلقت في مدينة ودمدني الحملة الإعلامية للاحتفالات . وهذا العيد مختلف عن سابقاته من الأعياد، لأنه أول عيد بعد تحرير الجزيرة وتحرير الخرطوم وإن شاء الله تحرير كل مدن وبقاع السودان ، هذا العيد سيكون مختلفا وسنعود له عدة طيبة ، بدانا أعمالنا في اللجان المختلفة وسوف تكون إحتفالية تليق بهذا الجيش العظيم الذي قدم شهداء وقدم الدماء رخيصة من أجل عودة السودان كما كان سابقا وعودة المواطنين إلى ديارهم وأعمالهم ومن هذا المقام نحيي جيشنا العظيم ونجيب كافة القوات النظامية وقوات الشرطة والأجهزة الأمنية والقوات المساندة وكل المستنفرين وإلى كل الذين يعملون جنبا إلى جنب مع هذا الجيش نحسبهم تحية كبيرة بأن أعادوا إلى ديارنا ومدننا.وسيكون عيد هذا العام تجسيدا الرمزية هذا الجيش العظيم.
كلمة أخيرة:
الشكر اولا واخيرا لله عز وجل الذي بنعمته تتم الصالحات، والشكر يمتد لحكومة ولاية الجزيرة والأجهزة النظامية والأمنية والأجهزة العدلية والقانونية وكافة القطاعات الإنتاجية الخدمية والخيرين . وكافة الذين أسهموا في دفع وتعزيز خطط وبرامج المحلية.
وشكر خاص لصحيفة النيل الدولية لاهتمامها بقضايا المجتمع وتنوير الرأي العام بمؤشرات العطاء والإنجاز في البلاد.