الأحد, يوليو 27, 2025
الرئيسيةمقالاتستعود الخرطوم جنة رضوان عاصمة قومية شامخة ترسم المستقبل وتتناسى الجراحات ...

ستعود الخرطوم جنة رضوان عاصمة قومية شامخة ترسم المستقبل وتتناسى الجراحات بقلم : أسامة الصادق ابو مهند

بدأت ملامح العودة تتشكل في صورة قوافل بشرية من سكان الولاية العائدين من ولايات أخرى، أو من أماكن خارج البلاد حيث نزحوا طلباً للأمن والنجاة… حتماً ستعود الخرطوم أحلى وأجمل وأنضر
حتماً ستعود المآذن تنادي حي على الصلاة حى على الفلاح… حتماً ستعود الخرطوم جنة رضوان
حتماً سيعود الطلاب الى المدارس والجامعات يرسمون
المستقبل الاخضر ويتناسون الجراحات
حتماً ستعود الروح لشارع النيل وتحتفي…ستلتئم الجراح و تندمل و سيبكي شعبنا فرحاً و ستبدأ مسيرة بناء السودان على أسس جديدة خالياً من الخونة و العملاء و المتآمرين .

▪️ بحمد الله وفضله تم تحرير ولاية الخرطوم كاملة غير منقوصة بفضل القوات المسلحة والقوات المساندة لها من تحقيق النصر الذي أعاد تشكيل الوجدان ورفع الرؤوس عاليةً،
واصبح الحلم بعودة الأمن والحياة من جديد واقعاً، وتسللت البهجة بعظمة هذا الإنتصار والعودة الطوعية التي بدأت في الإنتظام، ليرمم ما انكسر… حيث كان الطريق إلى الانتصار العظيم مليئاً بالبطولات والتضحيات والفداء، ومن أهم الدروس المستفادة من تحرير ولاية الخرطوم بصفة خاصة ومن حرب الكرامة بصفة عامة أن القوات المسلحة هي صمام الأمان، وتفتدى البلاد وتصون أمنها وعزتها وكرامتها وكبرياء شعب لا يقهر ولم تلن له قناة، بعد تحرير الخرطوم ومن قبلها ولاية سنار والنيل الأبيض والجزيرة واجزاء كبيرة من شمال كردفان وجنوب كردفان بفك الحصار المضروب على الدلنج ومازالت بشائر النصر تلوح في أفق الإنتصارات لتقدم لنا بكل زهو وفخر معانى وطنية عظيمة، من أبرز معالمها أن علم السودان سيظل مرفوعاً على كامل ترابه الوطنى، لنحكي أحسن القصص لأولادنا وأحفادنا عن معركة الكرامة وبسالة الجندي السوداني وصمود الشعب العظيم وهو يقف بكل إباء وشموخ صفاً واحداً خلف القائد، دفاعاً وزوداً عن حياض الوطن.

▪️الشعوب العظيمة تمرض ولا تموت. والانتصار لا يغير الجغرافيا فقط، بل يعيد ترسيم حدود النفس، وتنهض الأمة مارداً عملاقاً، تعرف الآن من أين أتت، وإلى أين تستطيع أن تذهب، وكان مستحيلًا أن يصبر السودانيين على هذه المؤامرة الخبيثة التي تستهدف الإنسان والأرض والعرض ولا يمكن لهم بأي حال من الأحوال أن يتركوا شبر واحد من أراضيهم ينام فى أحضان هذه المليشيا القاتلة المجرمة وكان مستحيلاً أن تستمر البلاد مرهونة بأيد هؤلاء الخونة والمتربصين الذين عاثوا في أرض السودان فساداً كباراً، كل الإنتهاكات التي حدثت ماهي إلا امتداد طبيعي للسقوط الأخلاقي والقيمي والوطني والإنساني لتؤكد المؤكد لهذه البربرية والهمجيته… ولا يمكن أن تظل أبواب الأمل مغلقة فى وجه مجاهديها، الذين برنون نحو أفق الإنتصارات بعين بصيرة ونفس أببة لا تعرف الإنكسار وهي تطلع الي سودان جديد خالي من الجنجويد.. بالفعل كانت أياماً صعبة ومريرة، ولا يعرف قساوتها إلا من عاشها، ولم تذق عيون الوطن طعم النوم، وربط السودانيون الحزام على بطونهم ووفّروا لقمة العيش من أجل اليوم العظيم لتحرير كل شبر دنسته هذه المليشيا الإرهابية حيث تحقق بفضل الله ومجاهدات القوات المسلحة والقوات المساندة لها من فرض السيطرة على الخرطوم وتحقيق كل هذه الإنتصارات العظيمة، دفع مهرها أرواح الشهداء الخالدين من تضحيات كانت فاتورتها باهظة تحملها السودانين صبر ورضا، لأن الأرض في منظورهم هى العرض، وكان مستحيلاً أن تستمر هذه المليشيا تسرح وتمرح في الأرض ترتكب المجازر والموبقات.
لن تكون الخرطوم غير ذلك، ولأن لها مكانة خاصة فى القلوب، فهي تجمع بين التاريخ والقداسة والبطولة والتضحيات وتعتبر رمزاً للكرامة الوطنية، وارتوت أرضها بدماء الشهداء الأبرار، الخرطوم ليست مجرد قطعة أرض بالنسبة للسودانيين، بل هى جزء من هويتهم ووجدانهم، توحد كلمتهم فى السلم والحرب، وينتفضون للدفاع عنها أوقات الخطر، الخرطوم قيمة وطنية ساميه فهي عبق التاريخ وبوتقة النضال ورمز الكبرياء والشموخ وسفر وطني مشع في كتاب الخالدين، وهي صامدة فى وجه مؤامرات التهجير أقسمت أن لا تكون إلا للسودانيين، تكابر وتعاند لكل محاولات تغيير أو طمس هويتها أو إخراجها من الحاضنة الوطنية… راجعين الخرطوم نعمرها ونبنيها بسواعدنا الخضراء.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات