كثيرًا ما أُصاب بالدهشة وأنا أقرأ بعض الكتابات، خصوصًا تلك التي تتحدث عن استحالة العيش في الخرطوم. وقد ازددت دهشة حين قرأت للأخ الصديق ” محمد غبد القادر” أبو حباب ما كتبه قبل يومين في هذا السياق.
بفضل الله ورعايته، ظللت مقيمًا في الخرطوم أنا وأسرتي منذ اندلاع الحرب، ولم نغادرها لحظة واحدة منذ أول رصاصة.. وهذه شهادة للتاريخ
عشنا قسوة الحرب بكل تفاصيلها، ما بين محنها ومنحها ، رصاصها وداناتها. وكافة توقعات الشهادة او النجاة الي حين.. ولهذا، حين يُثار الحديث عن “العودة”، أراه مختلفًا تمامًا عمّا كان في ذروة الابتلاء، حين كان المرء حائرًا بين خيار البقاء أو الرحيل.. كما سميتها بين الهجرة والانتقال.
واليوم، ولله الحمد، أرى أن الخرطوم بدأت تستعيد شيئًا من أمنها وطمأنينتها، بما يكفي لأن يُفكّر الناس جديًّا في العودة. ما زال هناك جنود مجهولون يعملون بصمت ووفاءً لتأمين الغذاء والدواء، وتجهيز قاعات الدراسة، وتوفير الخبز والكهرباء والمياه. لا أحد يعرفهم او يعرف كيف تُدار كل هذه الجهود، لكن أثرها ظاهر.
الخرطوم الآن ايها الاحبة مستعدة لاستقبال الجميع، إلا من أبى. فقط انشروا الأمل، وشجّعوا الناس، ولا تكرروا مزاعم المخذلين ممن يهوّلون المشهد ويزيدون الامر كيل بعير .
دمتم بخير وعافية،
الخميس 3 يوليو 2025م Shglawi55@gmail.com