الخميس, يوليو 3, 2025
الرئيسيةمقالاتوحدة الصف … سلاحنا الأهم في معركة "الوجود" ...

وحدة الصف … سلاحنا الأهم في معركة “الوجود” بقلم/ عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن


في اللحظة التي بدأ فيها بنيان المليشيا يتهاوى، وتفككها الداخلي يطفو على السطح بلا رتوش، برزت في المقابل ظاهرة خطيرة داخل الصف الوطني لا تقل ضررًا عن العدو الخارجي: الاختلاف على الحقائب والمكاسب بين بعض القوى السياسية، وعلى رأسها بعض قيادات الحركات الموقعة على سلام جوبا.

إنها لحظة لا تحتمل المساومة، ولا التمسك بالمناصب، ولا تعظيم الذات… إنها لحظة وطنية خالصة، يُطلب فيها من الجميع خلع عباءة المصالح، وارتداء درع الوطن.

لحظة فارقة وفرصة لا تتكرر

ما يمر به السودان الآن ليس مجرد حدث عابر، بل معركة وجودية فاصلة بين دولة ومليشيا، بين مشروع وطني جامع ومشروع فوضوي مدمر. لقد تهاوت أكذوبة “الحاضنة الشعبية للمليشيا”، وظهر للعيان عمق الرفض الشعبي للمشروع الفوضوي الدموي.

هذه اللحظة ـ بما تحمله من انكشاف للعدو ـ هي فرصة نادرة لا تعوض لإنهاء هذا الكابوس إلى الأبد، ولكنها أيضًا تحتاج إلى جبهة داخلية موحدة، لا يشغلها التنافس على المقاعد ولا تأسرها معارك النفوذ.

من يطلب مقابلاً للوطن… لم يفهم معنى التضحية

لا يعقل، ونحن في خضم معركة تفرض علينا التضحية بالروح والدم، أن ينشغل بعض السياسيين بالتشبث بكرسي أو وزارة أو صفة. إن هذه المناصب لا معنى لها إن سقط الوطن، ولا كرامة فيها إن لم تكن لخدمة المقاتلين في الخنادق، والنازحين في العراء، والشعب الصابر المنتظر النصر.

التمسك بالمناصب في هذا التوقيت ليس فقط انحرافًا أخلاقيًا، بل خيانة للدماء التي سالت، والبيوت التي تهدمت، والأحلام التي علقت على انتصار هذا المشروع الوطني الجامع.

وحدة الصف… الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات

لقد أثبتت التجربة السودانية، مرارًا، أن وحدة الصف هي صمام الأمان الحقيقي، وهي التي حمت البلاد في أصعب اللحظات. واليوم، نحن بحاجة ماسة لتكرار هذا الدرس: لا سبيل للنصر إلا بترتيب البيت الداخلي، وتقديم مصلحة الوطن فوق كل شيء.

ولنكن واضحين: من لا يستطيع أن يقدّم في هذه المرحلة، فليتوارَ جانبًا، ويترك الساحة لمن هم أكثر استعدادًا للعطاء بلا مقابل.

النداء الأخير

إن التاريخ يكتب الآن، وسيُسجَّل فيه من وقف مع الوطن ومن تردد أو تاجر أو ساوم. فهل نترك لحظة الانهيار في معسكر العدو تمر بسبب خلافاتنا؟ وهل نفرط في النصر لأننا لم نحسم معاركنا الداخلية الصغيرة؟

نداؤنا لكل المكونات السياسية والمدنية والعسكرية في الصف الوطني:
اصطفوا الآن، وارتفعوا إلى مستوى اللحظة.
فإما أن ننتصر جميعًا… أو نخسر ما لا يمكن تعويضه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات