تحمل كلمة الخيانة في طياتها كل معاني الوضاعة والانحطاط، وتجعل من يتصف بها منبوذاً ومرفوضاً من مجتمعه. فكيف إذا استهدفت هذه الخيانة أمن المجتمع وسلامته واستقراره؟ عندها، تصبح صفة (الخيانة العظمى) أقل ما يمكن أن يقال عنها. والخيانة ليست مجرد خروج عن القيم والمبادئ، بل هي فعل يسعى إلى هدم أسس المجتمع، نشر الفتنة بين أفراده وتخريب نسيجه الاجتماعي، ما يجعل صفة الغدر ونقض العهد أقل الأوصاف شدة. وإذا كانت الخيانة كلمة تجسد كل ما ينفر منه الإنسان السويّ، ويبتعد عنها صاحب النفس الكريمة والسلوك المنضبط، فإنها للأسف وجدت بين أصحاب الأهواء وضعاف النفوس من يتباهى بحملها، ويعمل على نشر ثقافتها الهدامة، في محاولات لإفساد المجتمعات المستقرة وزعزعة قيمها وأمنها.
_ الظهور الإعلامي الأخير لدكتور عبد الله حمدوك، وهو يؤدي دوراً كلف به من داخل (دهاليز) القصر الإماراتي وهو يتحدث بإعتباره (مجند) إعلامي يؤدي مهمة ذات أبعاد استراتيجية لصالح حكومة أبوظبي من خلال الدفاع عن محمد بن زايد ومسح جرائمه في السودان، بل وتجميلها، بإلقاء اللوم تلميحاً وصراحةً على أطراف إقليمية أخرى، دون أن يجرؤ على إدانة الجهة التي تقيمه وتؤمن له المنبر، التواجد في أبوظبي.. كما معلوم ليس امتيازاً بل (تقييداً) كل من عاش في أبوظبي يعلم تمام العلم إنه لا توجد مساحة حريات متاحة حتى للاجناس الأخرى ان يجرؤ
على الإدلاء برأي سياسي أو حتى (التغريد) بكلمة نقد واحدة دون أن (يختفى) أو يرحل أو يسحب إلى التحقيق، هذه (الحقيقة) معروفة لكل من اختبر الإمارات عن قرب، ولا تحتاج إلى إثبات. ورغم ذلك يظهر حمدوك ليتحدث عن أبوظبي وكأنها بلد الديمقراطية ذهب إليها هارباً من (القهر والاستبداد) والسؤال الطبيعي : هل يوجد معارض واحد في الإمارات اي كانت جنسيته من أن يكتب رأياً ينتقد (سياسات) محمد بن زايد ويظل حرا وطليقاً…؟؟؟ مع كل ذلك يظهر حمدوك بوجه مكسو (بالطلاء الإعلامي) عن كرم الإمارات ودورها في السلام لتبرئة ساحة المجرم محمد بن زايد من جرائمه ضد الشعب السوداني ودوره القزر في إذكاء
الحرب بالسودان وهذا الأمر هو جزء من استراتيجية إعلامية مدروسة تهدف إلى تبرئة الإمارات من دماء السودان وتحميل الجريمة لطرف آخر، والأهم: طمس الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات أل دقلو الإرهابية التي تدعمها حكومة أبوظبي، وتشارك في تمويلها وتسليحها، بما في ذلك الدعم اللوجستي عبر (شركات المرتزقة وصفقات الذهب) للخيانة أوجه متعددة وهذه واحده منها.
_ لكل خائن وعميل أن يعلم بأن التاريخ سيسجل مواقفكم الخبيثة في ذاكرة الخيانة الوطنية،
وإلى كل خسيس وضيع تسول له نفسه المساس بأرض وشعب السودان
إلى أذناب المؤامرة الخبيثة، التي تقودها دولة الشر والإرتهان الصهيونى الإمارات وآخرون الشعب يعلمهم.. اتقوا بأس الشعب السوداني الرابض على جمر القضية، قضية وطن يكون أو لا يكون، ودونه المهج والأرواح، المرابط في الخنادق مع قواته المسلحة صمام امان وإستقرار ووحدة البلاد ليقول لكم بكل كبرياء وعنفوان وثقة ملؤلها إيمانه العميق بقدسية الأوطان، لم تفلح أعتى جيوش الأرض وما حوت من مقدرات عدوانية، لن تستطيع النيل من أرضه ومقدرات شعبه والتاريخ خير شاهد، فيه من قصص البطولة والفداء الكثير والمثير، وأرضه ارتوت بدم الشهداء الذين ضحوا بنفوسهم من أجل ترابه.
_ السودان أرض الطيبة والسمر محفوظة بأمر رب العالمين، لقد حان وقت الإصطفاف خلف قواتنا المسلحة وقيادتنا في خندق واحد مهما اختلفت الميول والأفكار… لأن المؤامرة مستمرة لتدمير الوطن وتفتيته، وهذا المعنى الحقيقي لإختبار الوطنية والإنتماء ومن يرسب في الإختبار فلا مكان له بيننا وليبحث له عن وطن آخر، وسيظل الوطن سهماً مغروس في احشاء الأعداء.. ما هنت يا سودان يوماَ علينا وسيظل السودان منارة تهدي دروب التائهين وقلعة حصينة تتكسر فيها كل المؤامرات رغم أنف كل حاقد ولا عزاء للمتقاعسين .
حفظ الله الوطن وشعبه من كل سوء وشر.
_ تصبح الخيانة وطنية حينها ينطمس معنى الوطن والوطنية في الأنفس والقلوب والعقول والوجدان فلا غرابة عندما تقع الخيانة، فالوطنية والنزاهة كلمة لا معنى لها في أخلاق كائنات بشرية تظهر بيننا كالفقاعات بين الفينة والاخرى، لأن الوطن عندهم ليس ذلك الوطن السليب الذي يعاني شعبه ويلات العدوان والحروب ومعاناة الحياة وإنما الوطن عندهم هو الدرهم الأماراتي والدولار الاميركي ، فلا ولاء ولا انتماء لأرض أو وطن وإنما مطلق الولاء والانتماء للذاتية والبحث عن اهواءها..و من ابرزها ما نراه في حالات بعثت من رماد كطائر (الفينيق) تحاول ان تُظهر لنا نزاهتها ووطنيتها وهي تغرق في الخيانة، فحين يصبح التعامل مع العدو امراً عادياً والمشاركة في المنتديات والثناء على ما يقوم به نظام أبوظبي من بطش ومجازر في حق اهالينا وشعبنا يعتبرون ذلك عملا بطولياً وهو عمل حقير ومخزي ووصمه عار في جبينهم فهذه الحرب وحدها قد كشفت المستور عن كل عميل وكل سفيه وكل متأمر ، يكفي انهم ينامون الليل ويعلمون أن لديهم حساب عسير ،،ليس بيسير (وأما الكافر فيكون حسابه عسيراً) وكل من خان وباع وتآمر وقف الموقف الخطأ من الناريخ وباع انسانيته لعملاء الشيطان فمصيره الفناء ولو بعد حين… حرب الكرامة الوطنية كشفت المستور في نفوسنا نحن كأصحاب قضية منا من سقطت جريح من شدة الألم لكنه يعود الوقوف والصمود، ومنا من ارتقي اكثر، ومنا من غرز جذوره بأرض الوطن اكثر واكثر، ومنا من وهب نفسه وأولاده فداء للوطن وزوداً عن حياض لأننا شعب خلقنا من معدن الذهب لا نصدأ أبداً مهما صار فينا من عدوان وتأمر ومثل ذلك لا شك يقوينا، والمصائب ترتقي بنا، والإبتلاء يرفعنا منازل الشهداء، وكل حزن وكل دمعه الان سوف تمحا وتتلاشئ وسنعود أفضل من ذي قبل بكثير
ويوماً ما سوف يكشف الله الغمه ويرفع البلاء وسوف ننتصر بجنود من الارض والسماء وهذا وعد الحق تبارك وتعالي (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) وأخيرا النصر لنا وقادم وقريب جدا (ألا إن نصر الله قريب)… عندما تخون وطنك وتعمل ضده، فأنت إنسان بلا شرف ولا كرامة ولا تستحق العيش فيه، والوطن لا ينسي من غدر به وخانه سرا أو علنا وإن مرت به السنين وتعاقبت لأن الوطن والتاريخ لا يصفح أبدا ويظلان يذكران الخائن بعد موته فهما لا.. ولن.. يغفران لخائن.