الإثنين, يونيو 30, 2025

الدعم السريع يهجر سكان محلية جبرة الشيخ والقرى المحيطة بها… (١) بقلم/ منى بشير ابوقريبة


بعد اندلاع الحرب التي انطلقت منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٣م  صمدنا لفترة ثلاثه اشهر  بمنزلنا  في ولاية الخرطوم محلية كرري كان لدينا امل كبير في ايقاف الحرب ونظل صامدون في بيوتنا ولكن الامور انقلبت راسا على عقب بعد عمليات التدوين المتبادلة بين اطراف الحرب وتحزير قادة الجيش بالابتعاد عن مناطق تواجد الدعم السريع وفي ذلك الوقت فقدت حارتنا عدد من الشهداء جراء التدوين . والعيارات الطائشة
فكان خيار النزوح  الذي كنا نرفضه بشدة ولكن جاءات الرياح بما لا تشتهي السفن.
درسنا خيارات النزوح وحول الوجهة التي نذهب اليها . فقررت في شخصيي الضعيف الرجوع الى الموطن الاصلي حيث مسقط الراس ومرتع الصبا مدينة جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان والتي يحلو لاهلها تسميتها بجبرة الحبيبة .
وهي فعلا حبيبة بمحبة اهلها بتعاونهم وتضامنهم مع بعض وتميزهم بتماسك النسيج الاجتماعي والذي يسكن في جبرة ويقيم فيها لا يعرف معني للاثنية  والقبلية حيث تضم المنطقة قبائل الكبابيش والجوامعة والزغاوى والركابية ودار حامد بكل خشوم بيوتها والحمر والمجانين البديرية والقرعان والبرارة والانصار والحماداب كما بها بعض البيوتات جاء  اهلها من مناطق مختلفة في السودان بغرض التجارة والبحث عن سبل العيش الكريم . كل الناس هناك كل الناس صحاب كل الناس اهل والماهم قراب قربهم العمل او كما غنى ابو السيد .
وعن جبرة غنت الحكامة
(جبرة قيد الهامل كل الجاكي دامر شيل وجاك متكامل) كناية عن قبول اهلها بكل من جاءها زائرا او عابرا او متسوقا. تقع جبرة في ولاية شمال كردفان في دار الريح في الشمال الجغرافي لمحلية بارا. زاع صيتها بعد افتتاح طريق الصادرات امدرمان بارا جبرة وشهدت محلية جبرة طفرة اقتصادية كبيرة خلال السنوات الاخيرة حسب موقعها الاستراتيجي  الذي يربطها مباشرة مع مدن الولاية عبر طريق الصلدرات باضافة الى قربها من مدينة امدرمان. وتضم المحلية اكبر سوق للصادر والوارد يومي السبت والثلاثاء ويعرض فيه السكان منتجاتهم المحلية وتتبادل فيه تجارة المحاصيل الزراعية ويعرض من خلاله كل البضائع والمنتجات السلع الاستهلاكية يعتبر سوقها مركزا اساسيا لتسوق اهل القرى والفرقان ويوجد بها سوق كبير للماشية والثروة الحيوانية وموقعها الجغرافي ايضا كان وبالا عليها بعد ان اتخذها الدعم السريع كمعبر رئيسي للاسلحة والعتاد والجنود الى مدينة امدرمان وجبرة عاشت الامرين عندما تم ضربها بالطيران الحربي نهاية العام الماضي فقدت على اثره خيرة الشباب منهم الطبيتين مراسي عثمان وولاء ابراهيم صالح والاستاذة المربية نجاة عوض الله وطالبة ثانوي ومواطنة وافدة  من جحيم الحرب نحتسبهن مع زمرة الشهداء . والمصابين تم علاجهم بمستشفى الابيض كما تم تدمير ١٢ منزلا بالكامل هذه المقدمة عبارة عن حديث مقتضب عن جبرة نعكس من خلاله للراي العام نبذه تعريفية مختصرة  عن جبرة الشيخ
وكانت جبرة اول مدينة تمت السيطرة عليها بالكامل من قبل مليشيا الدعم السريع منذ اول يوم للحرب واتخذو من المرافق العامة بالمدينة مواقع لمكاتبهم وثكناتهم وعرباتهم القتالية . سكان المدينة مواطنين عزل مسالمين بما تحمل هذه العبارة من معاني يتميزون بالبساطة والكرم الفياض . يمتهنون الرعي والتجارة والزراعة المطرية المؤسمية . تعتبر جبرة اكبر محلية لانتاج محصول ذرة الدخن في الولاية شباب المحلية اغلبهم  مغتربين وبعضهم يعملون في مناطق التنقيب العشوائي للذهب وبعضهم يذهب لاكمال مراحلهم التعليمية في المدن الكبيرة واخرين يمتهنون التجارة بكافة انواعها.. لا توجد حامية عسكرية بالمنطقة والمحلية يديرها مركز شرطة صغير  وهذا دليل على ان مواطنيها مسالمين وغالبا ما يلجئون لحل مشاكلهم وفض النزاعات اي كان شكلها عبر الجودية  والادارات الاهلية. ذهبنا لجبرة واستقبلونا الاهالي بحفاوة الترحاب وقدموا لنا كل المساعدات الممكنة طيلة وجودنا هناك لم نحس ابدا بالم النزوح ومعاناته كنا اعزاء وسط الاهل والاحباب كانوا نعم الاهل ونعم الجيران زيارتهم لنا لم تنقطع لحين رجوعنا لبيتنا في امدرمان.
بعد وصولنا جبرة تفاجائنا بالاعداد الكبيرة والهائلة من قوات الدعم السريع التي تتخذ جبرة معبرا اساسيا في للذهاب والاياب . يوميا من والى امدرمان . ايقنت ان الأوضاع غير مطمئنة في ظل وجود المليشيا بالبلدة وان قادمات الايام ستكون عصيبة على سكانها . واننا جئنا للمكان الخطا لنبحث عن الامان. سكان جبرة كانو يعملون بحذر شديد في ظل وجود المليشيا لتجنب اي احتكاك او استفزاز يثير حفيظتهم طيلة فترة الحرب كانت الامور تسير كما خطط لها .
عاشت المنطقة المسالمة هذه اسوا ايامها بعد تحرير ولاية الخرطوم وطرد المليشيا . واضحى مواطن جبرة وقراها وضواحيها فريسة للهاربين من جحيم حرب الخرطوم  . استباحوا تلك المناطق وارتكبوا ابشع الجرائم الا انسانية كما قاموا بتصفية بعض الشباب والتجار اللذين رفضوا الخضوع للمليشيا فماتوا رجالا دفاعا عن الارض والعرض والمال نحنتسبهم شهداء . ولا نامت اعين الجبنا والمتعاونين . ولنا عودة

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات