الإثنين, يونيو 23, 2025
الرئيسيةمقالاتاحذروا فخاخهم… واستندوا إلى الشعب. ...

احذروا فخاخهم… واستندوا إلى الشعب. بقلم/ عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

رسالة إلى د. كامل إدريس رئيس وزراء السودان

في عالم يعج بالتحالفات المظلمة، والمشاريع العابثة بخرائط الأوطان، لا يمر مشروع وطني شريف دون أن يُستهدف.
ولأنكم، د. كامل إدريس، قد جئتم في وقت تعقّدت فيه المؤامرات وتشابكت فيه الأيادي التي تعبث بمصير الشعوب، فإن أول ما يجب أن تدركوه أن الطريق أمامكم لن يكون مفروشًا بالورود.

لقد بدأ الاستهداف مبكرًا، فخاخ ناعمة وخطابات مسمومة وتكتيكات خبيثة تسعى لإجهاض مشروعكم قبل أن تتضح ملامحه، لا لأنكم فاشلون، بل لأنهم يرتعبون من احتمال نجاحكم.

الذنب؟ أنكم جئتم بلا وصاية

في عيون من اعتادوا التدخل في شؤوننا، لا تُغتفر خطيئة القادة المستقلين.

لم تفتحوا قنوات خلفية.

لم تعلنوا تبعية.

لم تطلبوا إذنًا للبدء.

ولم تُشرعوا أبواب الخرطوم لتجار الدم ووسطاء الخراب.

لذلك كان واضحًا: أنهم لن يواجهوكم مباشرة، بل سيُحاولون كسر ظلكم، وتشويه حضوركم، وتفريغ قراراتكم من معناها، وإشغالكم بمعارك جانبية حتى لا تنجحوا.

الرهان هو الشعب

إن كانت لديهم منصات إعلامية، فأنتم تملكون حب الناس.
وإن كانت لديهم أموالٌ تُشتري بها الذمم، فأنتم تملكون تاريخًا لا يُشترى.
وإن كانت لديهم أجهزة تسعى لتصنيع واقع من السراب، فأنتم تستطيعون البناء على إرادة أمة تشبعت بالقهر، وتنتظر فقط من يقودها نحو الأمل.

لا تنظروا إلى أبراج الممولين… انظروا إلى أكواخ البسطاء.
من هناك، يبدأ مشروع الدولة.

لا تترددوا في حسم الخونة والمتآمرين

بعض النخب – للأسف – تعيش على فتات الموائد الإقليمية، وهؤلاء سيكونون أول أدوات الفوضى في الداخل.
لا تتسامحوا مع من يطعَن الوطن بخنجر الطمع أو الجهل.
ولكن لا تنشغلوا بهم أيضًا، فالمعركة الأكبر هي بناء الوطن لا الرد على المأجورين.

إنهم يخافون من مشروعكم… فلا تتراجعوا

كل خطوة إصلاحية ستُواجه بصراخٍ منسق.
كل قرار وطني ستُلاحقه شائعات مرتبة.
كل محاولة لإنهاء الفساد أو تقويم الانحراف، ستُقابل بهجوم من أصحاب المصالح.

لكن الشعب، وهو القاضي الأخير، يرى ويميز ويفهم.

نصيحتنا لكم

اجعلوا الشعب مرجعيتكم.

لا تختاروا حولكم إلا من يخاف الله ويعرف الناس.

افتحوا الملفات بشجاعة، وواجهوا المجرمين بالعقل والقانون لا بالعواطف.

تمسكوا باستقلال القرار، فإنه مفتاح الكرامة والسيادة.

وفي الختام…

نقولها صراحة: السودان في منعطف مصيري.
إما أن يتحول إلى بؤرة نفوذ قذر كما أرادوا،
أو إلى وطن حر، تُكتب نهضته بأيادٍ سودانية، وتُخطّ سيادته بدماء الشرفاء.

والشعب، يا دكتور، سند لا يُخذل.

كاملإدريسرجل_الدولة

السودان_ينهض

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات