بعد سنوات من التحديات والتراجع، تعود الخطوط الجوية السودانية “سودانير” إلى الأضواء كناقلة وطنية تحمل أحلام السودانيين وآمالهم في وطن يسير بثبات نحو النهوض والبناء بعد حرب اقعدت به ودمرت بنيته التحتية. هذه العودة، وإن كانت لا تزال في خطواتها الأولى، تُعدّ بارقة أمل في مشهد يسوده التحدي، ورسالة قوية بأن السودان قادر على النهوض بكل مؤسساته، إذا توفرت الإرادة والدعم الحقيقي.
لسنوات، كانت سودانير رمزا للسيادة والعزة الوطنية، تحلق في أجواء العالم العربي والإفريقي والدولي، وتمثل السودان بزيها المميز، وطاقمها المؤهل، وخدماتها التي تنافس أعرق شركات الطيران في المنطقة.
اليوم، ونحن نرى أولى بوادر العودة بضخ دماء شابه وفتية في إدارتها، فإن هذه اللحظة تفرض علينا جميعاً – حكومة وشعباً – أن نعيد الاعتبار لهذه المؤسسة الوطنية.
وعليه، نرفع نداءً وطنياً صادقاً إلى رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان و رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس
بأن يضعا ملف “سودانير” ضمن أولويات الدولة، باعتبارها رمزا للسيادة الوطنية وأداة استراتيجية تعكس وجه السودان في الخارج.
وذلك بتجديد أسطول الطائرات عبر شراء طائرات حديثة أو الدخول في شراكات استراتيجية مع شركات تصنيع عالمية و الدعم الفني والإداري لتطوير نظم الإدارة والسلامة والخدمة. توجيه كل البعثات الحكومية، الرسمية، والوزارية بالسفر عبر سودانير، لضمان حركة تشغيل مستدامة وتحقيق عائدات مستقرة و تمكين الشركة من فتح خطوط جديدة نحو العواصم العربية والإفريقية والدولية، وفق خطة تسويقية ومهنية مدروسة و استقطاب الكفاءات السودانية في مجال الطيران ، بالداخل والخارج، لإعادة بناء سودانير على أسس حديثة.
إن “سودانير” ليست مجرد شركة طيران، بل هي ذاكرة وطن، وواجهة حضارية، وصوت السودان في مطارات العالم. دعمها ليس ترفاً، بل ضرورة استراتيجية.
وكما أن الجيوش تحمي الأوطان، فإن الخطوط الوطنية ترفع راياتها في فضاءات العالم.
نحن نؤمن أن سودانير ستعود لتلامس وجدان كل سوداني، وتعيد للبلاد مكانتها التي تستحقها بين الأمم. المستقبل يبدأ من هنا… من مدرجات مطاراتنا، من ضوء الشعار الذي سيلمع على ذيل الطائرة، من قلوب الملايين الذين يتطلعون إلى اليوم الذي يسمعون فيه عبر مكبرات الصوت:
“الرحلة القادمة على متن الخطوط الجوية السودانية، فخر الطيران الوطني.
فلتكن هذه اللحظة بداية عهد جديد… عهد تتحول فيه سودانير من ذاكرة الماضي إلى أيقونة المستقبل.
فلنعمل جميعاً من أجل أن نرى الطائر الأزرق السوداني يحلق من جديد في السماء شامخاً كما عهدناه.