الأربعاء, يونيو 18, 2025
الرئيسيةمقالاتالخطاب العنصري.. نار فتنةٍ تُشعل الوطن وتفتك بنسيجه" ...

الخطاب العنصري.. نار فتنةٍ تُشعل الوطن وتفتك بنسيجه” بقلم: عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن


في زمنٍ تمزقت فيه خرائط الأوطان، وأضحت الفتن أداةً للفناء، تُطل علينا موجة جديدة من الانحطاط الأخلاقي والاجتماعي عبر ظاهرة الخطاب العنصري البغيض، الذي بات يُبثّ بلا خجل من أفواه بعض الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، بل وتسرّب إلى بعض أروقة الأجهزة العدلية والنظامية – وهذا هو الأخطر على الإطلاق.

أيها العقلاء في هذا البلد المنكوب،
نحن لا نتحدث عن آراء فردية عابرة، بل عن خطابٍ ممنهج يتغذى على الكراهية، ويزرع الأحقاد، ويقوّض ما تبقى من جسور الثقة بين مكونات هذا الشعب العظيم. خطابٌ يستهدف لون البشرة، والعرق، والقبيلة، والجهة، والدين، في بلدٍ لم يقم إلا على التنوع والتعدد.

إنها الفتنة.. والفتنة أشد من القتل!

هل نسي هؤلاء أن كلمةً واحدة قد تُشعل حرباً أهلية؟ هل غاب عنهم أن مثل هذا الخطاب هو بذرة الحرب القادمة، إن لم نبادر جميعًا بإيقافها؟
إن التغاضي عن الخطاب العنصري هو جريمة شراكة. الصمت هنا ليس حكمة، بل تواطؤ مع الخراب.

لقد بلغ السيل الزُّبى، ولم يعد في الصدر متسعٌ لغضّ الطرف. إننا ندق ناقوس الخطر علانية ونطالب:

أولًا: على الدولة أن تتحرك، الآن وليس غدًا

تفعيل القوانين الرادعة ضد كل من يروّج أو يتبنى أو يسوّق لخطاب عنصري أو جهوي، أياً كان موقعه أو منصبه.

محاسبة العناصر النظامية التي تُظهر ميولًا عنصرية في أداء واجبها – فذلك يُسقط هيبة القانون ويدفع الناس نحو الفوضى.

رقابة صارمة على المحتوى الرقمي، ومحاسبة الصفحات والمنصات التي تبث السموم العنصرية، تحت أي غطاء.

ثانيًا: على المجتمع أن ينهض من غفلته

على المثقفين والشيوخ وقادة الرأي أن يكونوا في خط المواجهة الأول ضد العنصرية.

على النشطاء الحقيقيين، من أبناء هذا الوطن الحادبين عليه، أن يُعرّوا الخطاب العنصري ويقفوا له بالمرصاد، بدلًا من التزيُّن بالشعارات الزائفة.

ثالثًا: تذكيرٌ للغافلين

إن الذين يظنون أن إثارة النعرات ستجلب لهم مكاسب سياسية أو شعبية، هم كمن يشعل النار في ثوبه ليحصل على الدفء.
هذا الوطن لا يحتمل حربًا جديدة، ولا انقسامًا آخر، ولا مزيدًا من الدماء. ومن يشعل نار العنصرية اليوم، سيحترق بها غدًا.


أوقفوا العنصرية.. قبل أن يتحول السودان إلى رماد.
أوقفوا الفتنة.. فـ”الفتنة أشد من القتل”.
ولْنَقُلْها بقوة: كفى عنصريةً.. كفى صمتًا.. كفى تواطؤًا.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات