التطورات المتسارعة والملاحقة في الساحة الإقليمية والدولية والتي تمضي لرسم خارطة جديدة لشرق أوسط جديد يلبي أشواق وتطلعات دولة الكيان الصهيوني يضع حرب الكرامة السودانية في ذيل قائمة أولويات وأهتمامات المؤسسات الإعلامية الدولية وهذه حقيقة وليس سرا .. ونقول هذا في ظل ضعف الآلة الاعلامية المحلية التي عجزت حتي اللحظة عن مواكبة التطورات والتحديات التي تجابهها البلاد منذ أبريل من العام ثلاثة وعشرين وهي تستهدف في وجودها وبقائها بين شعوب الأرض فتوزع أهلها مابين نازح ولأجئ في أصقاع الدنيا .. غياب أو تغييب المشروع الأعلامي الممنهج الذي يشكل حائط صد وسدا منيعا للاثار المترتبة علي غياب المعلومة الصادقة والموثقة من مصدرها مهد الطريق أمام الغرف الاعلامية المضللة التي استطاعت الي حد ما أن تعبث بوحدة وتماسك النسيج الاجتماعي وهو بالضرورة القاسم المشترك الاعظم في معادلة بقاء الوطن مما جعل التوهم بالتهميش والهرف المكرور بدعاوي العدالة والديمقراطية قضية يحمل من أجلها السلاح ليصوب الي صدر المواطن .. كل ذلك حدث في ظل وجود مؤسسات أ علامية تفتح علي عجزها المنغلق علي حدود الجغرافيا والمكان الذي لا يتجاوز مقارها دون ان تنفتح علي اوجاع الناس وجراحهم وتسابق في الخطو لتحلق بركب الذين بذلوا نفوسهم رخيصة لتراب هذا الوطن حتي من زمرة الإعلاميين الخلص الذين نعرفهم بالمبادأة .. ثقل الحديد والعجز الذي يكبل القائمين علي إدارة الشأن الاعلامي جد محير ودون المنشود لأننا لسنا في نزهة نحن في حرب تريد اقتلاعنا من الجذور .. اتدرك هذا جيدآ يا هداك الله .. هذه الغفلة أو التغافل ادخلكم في صحراء التيه والغياب مما جعل اغلب الباحثين عن معلومة تبعث في نفوسهم الامل والطمأنينة يهرعون لوسائل التواصل الاجتماعي التي تفعل فعلها دونما رقيب او حسيب .. السؤال والذي يطرح نفسه وبقوة أين الخلل ؟! وما الذي يجعل مؤسساتنا الاعلامية متواضعة بل عاجزة عن تحقيق انتصارات ساحقة وواضحة لمصلحة الوطن والمواطن .. الحياة بدأت تعود لأجزاء واسعة من أرض الوطن لا نري ولا نسمع ذلك في اعلامنا .. التمرد ينحسر ويتقهقر علي رأس الساعة ولا يزال العجز الإعلامي سيد الموقف .. المؤسسات في القطاعين العام والخاص نفضت عن نفسها الغبار وبدأت تتنفس برئة العطاء ولا حياة لمن ترجوا .. ما ننتظره ونأمله ونرجوه من مؤسساتنا الاعلامية أن تفيق وتصحوا وتضطلع بدورها الذي لا يستهان به ولا يقل إجلالا وتقديرا من حمل السلاح في الصفوف الأمامية دفاعا عن هذا البلد المعلوم بالضرورة أنه واسطة العقد لما عربي وافريقي أريد له أن يذهب إلي مزبلة التاريخ لتمضي معه المنطقة بأسرها لكن بحفظ الله أولا وبعزم ابنائه في القوات المسلحة تكسرت هذه النصال الصدئه وظل الوطن شامخا عزيزا فلمنضي لاكمال الشوط الي نهايته ولن يتم ذلك إلا باعلام قادر علي مواكبة مطلوبات المرحلة القادمة بكل تصوراتها الفكرية والسياسية والاجتماعية والإقتصادية .. الإعلام .. الاعلام يا جيش ..