من فضل الله ونعمائه أن خص الأمة بمواسم تترى للخيرات ضاعف لنا فيها الأجور منها أيام عشر من ذي الحجة التي أقسم بها في كتابه الذي لا يأتيه الباطل تنويها بشرفها وعظم شأنها (والفجر وليال عشر).وجعل العمل الصالح فيها أفضل حتى من الجهاد في سبيل الله كما في صحيح البخاري.لقد اجمل الرسول الأعظم في هذا المصطلح كل جلائل الأعمال من فرائض وطاعات فضلاً عن أعمال البر جميعها مما ينفع الناس.ففي هذه الأيام المعلومات والمعدوادات تجتمع أمهات الطاعات من صلاة وصيام وصدقة وحج إلى جانب كونها أيام ذكر مطلق كان أم مقيدا.كما أنها تشتمل على أعظم الأيام كيوم عرفة والنحر والقر ويوم عرفة يباهي الله به الملائكة وفيه خطبة الوداع التي أبان فيها سيدنا رسول الله العقيدة وقواعد الدين ومبادئ الحقوق العامة من المساواة وحرمة الدماء والربا كما أوصى بالمرأة.
وركن الإسلام الخامس الحج هو بمثابة مؤتمر إسلامي عالمي يؤمه الحجيج من أكثر من مائة دولة يأتون من كل فج وصوب وحدب ولابد فيه من اهتمام بشؤون المسلمين خاصة الذين يعانون في مشارق الأرض ومغاربها ومايحدث في أرض الرباط فلسطين في أكناف بيت المقدس من تهويد وتدنيس،وتقتيل وتدمير كما في قطاع غزة ليس بخاف على أحد.فعلى أمة الجسد الواحد والبنيان المرصوص أن تتبنى مواقف داعمة للمسلمين وتدفع ولاة الأمر ليكونوا على قدر التحديات منعا للتطبيع والتأسي بقادة الأمة من لدنه صلى الله عليه وسلم وهو الذي أجلى يهود بني قينقاع لتحرشهم بمسلمة وقتلهم للذي تصدى لهم.مرورا بمجاهدات عمر الفاروق وصلاح الدين الأيوبي وبيبرس وقطز الذين انتصروا على الأعداء وحرروا بيت المقدس.وألا يكونوا كمن قال فيهم عمر أبو ريشة وهو يستدعي نداء “وآ معتصماه” والاستجابة الفورية للخليفة العباسي المعتصم بالله الذي سير جيشاً نجدة ونصرة لامرأة مسلمة ثم فتح به عمورية والذي قال:رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه البنات اليتم لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم..تقبل الله منا ومنكم سائر الطاعات وكل عام وانتم بخير والوطن يتعافى.