السبت, أغسطس 2, 2025
الرئيسيةمقالاترُعب الخيانة وبأس النصر (الجزء الرابع)انسحاب تكتيكي أم كمين استراتيجي؟ الدبيبات ليست...

رُعب الخيانة وبأس النصر (الجزء الرابع)انسحاب تكتيكي أم كمين استراتيجي؟ الدبيبات ليست نهاية الطريق بل بدايته. بقلم: عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

رغم ضجيج الأعداء وتكبيراتهم الزائفة في منطقة الدبيبات، يعلم كل من يفقه في فنون الحرب أن ما حدث ليس إلا خطوة من خطة أكبر. انسحاب الجيش السوداني من الدبيبات لم يكن انهيارًا، بل كان إعادة تموضع وتكتيكًا محسوبًا في معركة استنزاف طويلة، تخطت طور المباغتة إلى مرحلة كسر العظم.

فالجيش الذي حرر مدني وسنجة وسنار وجبل موية، والذي مرغ أنف المليشيا في التراب في كل ولايات الوسط، لا يُهزم بانسحاب تكتيكي في رقعة جغرافية واحدة. بل هو جيش يدرك كيف يقاتل العدو من حيث لا يحتسب، وكيف يستدرجه إلى حتفه بثبات وصبر وحنكة.

المليشيا اليوم في سباق مع الزمن… تتآكل من الداخل، تنهار قياداتها، تتشتت صفوفها، وتتساقط أقنعتها. تقارير موثوقة تشير إلى تخوينات متبادلة، صراعات بين أمراء الحرب، تمرد داخلي، وفقدان السيطرة على المجموعات المقاتلة. أما الحواضن الاجتماعية التي كانت تصفق لها، فقد بدأت تنقلب عليها، بعد أن ذاقت ويلات السلب والنهب والاغتصاب والتشريد.

من يتوهم أن الدبيبات هي نهاية المطاف، سيصحو على زحف عكسي ساحق، يبدأ بتحرير الدبيبات ويمتد ليشمل النهود وأبو زبد وبابنوسة، وربما أبعد من ذلك بكثير. المعركة الكبرى لم تبدأ بعد، والجيش يخطط لما هو أعظم، بهدوء، بتكتيك عالٍ، وبعقلية احترافية تراكمية تعرف متى تتقدم ومتى تتراجع لتُسقط العدو في فخ محكم.

أيها الشعب السوداني العظيم، نحن في مرحلة عضّ الأصابع. المليشيا تحتضر… لا تنخدعوا بالدعاية الإعلامية، فكل ما يُنشر من انتصارات وهمية ما هو إلا صراخ احتضارٍ أخير. ثقوا في جيشكم، في رجاله، في تكتيكه، في قيادته. اصبروا واصمدوا، فإن النصر يُبنى بالصبر، والكرامة لا تُشترى ولكن تُنتزع.

وغدًا… لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات