الإثنين, يونيو 9, 2025
الرئيسيةمقالات"تلفزيون السودان .. شوق وحنين… وأمل لايموت". ...

“تلفزيون السودان .. شوق وحنين… وأمل لايموت”. بقلم محمد فتح الرحمن بشير

تلفزيون السودان أكثر من مجرد شاشة تبث الأخبار والبرامج .. (كان الحوش) .. كان نافذة نطلّ منها على الوطن، مرآة تعكس وجدان الشعب، وصوتًا صادقًا ينقل أفراحه وأتراحه. لم يكن مقرّ التلفزيون مجرد مبنى من الطوب والإسمنت، بل كان بيتًا دافئًا يجمع بنيه ، موظفوه وعماله وفنيّوه… أسرة واحدة، يتقاسمون الحلم والمهنة ، يحيكون بأيديهم وجه السودان الجميل للعالم أجمع.
في ممراته تخرّجت أجيالٌ من المبدعين، وتعلمنا فيه كيف نُحب السودان، كيف نغنّي له ونسرد حكايته ، كيف نحكي عن نهره وبواديه ، عن تراثه وموسيقاه، عن مدنه الطيبة و(ناسو الحنان). كان التلفزيون هو “البيت الكبير” وكان “البيت السعيد ” وكان ” بيتنا ” الذي علّمنا كيف نصنع من العدسة شعراً، ومن المايكروفون رسالة.
.. انهارت جدرانه، وتبعثرت ذاكرته، وسُرقت معداته، وتفرّق أهله بين المنافي والمخاوف؟ لقد شهِد تلفزيون السودان ما لم يكن يُتخيل.. الخراب، والنهب، والصمت. ذلك الصوت الذي كان يصدح بكل الوان الطيف السودانية ، أصبح صدىً باكيًا يبحث عن من يرد عليه.
ليس حزنا على المباني والمعدات، بل على الذاكرة… على الأشرطة القديمة التي وثقت لحظات لا تقدر بثمن، على أرشيفٍ لا يُقدّر بمال، على قصاصات الحنين التي حفظت وجه السودان في كل حين.
لكننا، رغم كل شيء، نؤمن أن البيوت لا تموت إن بقي أبناؤها أوفياء لها. وسنبقى نحبك يا بيتنا، لأنك كنت البداية، وما زلت الحنين…

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات