الأربعاء, أغسطس 6, 2025
الرئيسيةمنوعات"صباحات عائشة… لا تشبه الصباحات" ...

“صباحات عائشة… لا تشبه الصباحات” إبتسام حفيظي / الجزائر

ليست كل الصباحات سواء،
فثمّة صباح يبدأ من عائشة،
حين تشقّ الشمس طريقها إلى فناء الدار،
وتتسلل بخجلٍ نحو تنورتها القديمة،
والوشمِ على وجنتيها،
ويداها اللتان تعجنان الحياة.
رائحة الخبز الشعير
تصعد كأنها دعاء،
كأنها تقول للريح:
“هنا بيتٌ لا يجوع أهله،
هنا امرأة تصنع البركة بيديها.”
على النار،
تفور القهوة الخضراء،
وتتمايل الرائحة كغزلٍ ناعم،
تغري حتى العصافير أن تقترب.
أما حليب المعز،
فيغلي في القدر الطيني،
ببطء الأمومة،
وبهدوء الفطرة الأولى.
الكنائن يلتففن حولها،
بصمتٍ لا يشبه الخضوع،
بل يشبه التقديس،
وكأنها حكمة تسير على قدمين.
والأحفاد؟
كفراشاتٍ حول فانوس،
يتقافزون، يتضاحكون،
ثم يصمتون فجأة حين تبدأ الحكاية…

عائشة تسرد الزمن الجميل،
عن فارسٍ سرق قلبها،
وعن جدٍّ كان يشعل شموع العيد بيدين مرتجفتين،
وعن ليلٍ كانت النجوم فيه أقرب من الآن.

وفي كل صباح…
تعود الحكاية،
وتنبتُ من بين يديها أشجار حبٍ لا يذبل،
وأحفاد يعرفون أن الجدة ليست امرأة فقط،
بل وطنٌ نغفو على صدره مطمئنين.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات