بالأمس طرحت ما يعرف سياسياً باليوم التالى، والشاهد هنا ان الاحداث تصنع لتحقيق اهداف اليوم التالى … هكذا كانت حرب اكتوبر ١٩٧٣ والتى نشهد (بعد كل هذه السنوات) واقع يومها التالى الان بالغاء الأرادة العربية والرضوخ المذل لإسرائيل….!!
وفى وطننا يدفع إلسودان فاتورة (اليوم التالى) بحرب (متفق عليها) لتحقيق هدف عودة نظام الحركة الإسلامية بالكامل او هذا هو هدف اليوم التالى لهذه الحرب … واذا كان شر البلية ما يضحك فقد تجسد هذا المعنى فى توصيف قائد الجيش لهذه الحرب عند بدايتها بإنها حرب عبثية، هذا التوصيف الساذج لا يستقيم مع العلوم العسكرية التى تقنن بأن انطلاق الطلقة الاولى يعنى محاولة فرض اليوم التالى وطبول الحرب قرعت فى إفطارات (الإسلاميين)، وتكرار نفس مشهد ليلة انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩، عند نهاية جلسة الجمعية التأسيسية وبعدها هتف (الأسلامى إبراهيم عبيدالله) غداً سترون …!!وقبل حرب ١٥ أبريل قرعت طبول الحرب … حشدت الجيوش … فشلت الوساطات فى منع اندلاع الحرب لان من صنع سيناريوهات الحرب هو المتحكم فى القرار … والحديث هنا عن امراء حرب الحركة الإسلامية والذين قرّروا ضرورة الحرب بعد ان فشلت وسائل العنف الأخرى فى تحقيق هدف اليوم التالى وهو العودة للسلطة … اذاً فتوصيف الجيش للحرب بانها عبثية كان جزء من مخططها…. وجاء التوصيف الثانى من قائد الجيش اقبح من الاول حيث وصف بان ما يجرى هو تمرد … وكان يمكن ان يكون هذا التوصيف مقبولاً لو لم يقوم (سيادته) بإلغاء تبعية الدعم السريع للجيش وجعل منه جيشاً موازياً للجيش القومى بل ومكنه ومنحه منّ الامتيازات المالية والتسليح ما يفوق الجيش، ويكفى انه سمح لهم بامتلاك الأسلحة الثقيلة وزاد عدديتهم حتى فاقت قوات الجيش الوطنى …. ومن هنا فان التوصيف الحرب بالعبثية والتمرد هو محاولة لأخفاء مخطط اليوم التالى الذى توافق عليه الطرفان وهو عودة نظام الحركة الإسلامية وافشال مشروع الثورة السودانية، وبالتأكيد هذه الخطوات تم الإعداد لها فى إطار ما يعرف بالخطط الوقائية لضرب اى تحرك جماهيرى وهنا نلاحظ التدرج فى وسائل الخطط الوقائية ولكنها جميعاً جعلت من العنف القاسم المشترك …!!!
ونواصل