الأربعاء, أكتوبر 15, 2025
الرئيسيةمقالاتالمجد للبندقية.. لا للساتك.. بقلم د.إسماعيل الحكيم.(١٢)..

المجد للبندقية.. لا للساتك.. بقلم د.إسماعيل الحكيم.(١٢)..


إن السودان الذي بدأ يكتب ميثاقه الجديد بالنار والعزيمة .. لن ينكسر مجدداً ولن تلين له قناة..
ففي مؤتمر الخدمة المدنية يوم أمس، وجه القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رسالة واضحة كالشمس في رابعة النهار.. فما كانت كلمات عابرة في سياق رسمي، بل كانت إعلانًا واضحًا وميثاقاً غليظاً لعقيدة الدولة السودانية الجديدة بعد حرب الكرامة فمجد أهل السودان يتكئ على البندقية بعد الله تعالى .
إن هذه العبارة لم تأتِ جزافًا، ولم تُلقَ في لحظة انفعال، بل كانت رسالة مشفّرة في ظاهرها، صريحة في باطنها، لكل من يقرأ التاريخ ويكتب المستقبل. فالدولة التي قاومت السقوط، وواجهت تمردًا دمويًا أراد تمزيقها، لا يمكن أن تبني مجدها القادم إلا بسلاح الجيش، وعقيدة الوطنية، وروح المسؤولية.
لقد طُويت صفحة الفوضى، وسُجلت نهاية زمن “المجد للساتك”؛ ذلك الشعار الذي اختُطف في لحظة يأس، فحوّل الشوارع إلى متاريس من الحجارة والحرائق، ونكأ جراح الوطن أكثر مما ضمدها. أما اليوم، فقد تغيّر ميزان الوعي، وانقلبت المعادلة المجد والعزة والرفعة لمن يذود عن العرض والوطن، لا لمن يُعطّل الحياة ويُشعل الإطارات.
في حديث البرهان يوم أمس ، تأكيد على أن السودان ما بعد الحرب، ليس هو السودان الذي عرفه المزايدون في زمن الهشاشة والسيولة والهوان . الدولة الآن تُبنى بالدم والتضحيات، وليس بالشعارات الجوفاء. والحكومة التي تستند إلى سلاح الجيش، ليست حكومة قمع وكبت، بل حكومة نجاة وابتكار. لقد أنقذ هذا الجيش البلاد من السقوط في مستنقع لا قاع له ، وقاوم وحده بينما كانت بعض النخب تغرق في حسابات ضيقة من العمالة والارتزاق الرخيص وما زالت ، أو ترقص على أنقاض العاصمة المستباحة على حين غرة .
إن مجد السودان القادم لن يُصنع في المظاهرات العبثية، ولا في قنوات التحريض أو مقاطع التشويه، بل سيُبنى من خلال وحدة الشعب خلف قواته المسلحة. هذا هو الميثاق الجديد ان السودان للجميع بشرط الولاء والوطنية، لكن من يقف مع الجيش هو من يستحق أن يشارك في مستقبله.
لقد تغير الزمن، ومن لم يفهم بعدُ أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، فليقرأ ما قاله البرهان جيدًا، وليعلم أن الدولة السودانية قد ولدت من جديد، ولكن من رحم البندقية، لا من دخان اللساتك. _Elhakeem.1973@gmail.com

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات