السبت, يونيو 7, 2025
الرئيسيةمقالاتالأمن المجتمعي.. مسؤولية الجميع .. ...

الأمن المجتمعي.. مسؤولية الجميع .. بقلم د.إسماعيل الحكيم..


تعلمنا التجارب أنه في زمن الحروب، تهتز أركان الأمن كما تهتز جدران المدن التي طالتها نيران الفتنة. وحرب الكرامة التي نخوضها اليوم ضد هذه المليشياالغادرةالمجرمة المتمردة ، وإن كانت دفاعًا عن الأرض والعرض، فقد خلّفت خلفها واقعًا جديدًا؛ واقعًا تشققت فيه خرقة الأمان، ولم تعد قادرة وحدها على ستر العيون من مخاوف الليل ونهب الأطماع.
غياب الشرطة أو انكفاؤها، مكرهين، عن أداء أدوارها الطبيعية خلال سني الحرب، فجّر الحاجة إلى مفهوم أوسع وأعمق للأمن. لم يعد الأمن مسؤولية الأجهزة النظامية وحدها، بل غدا ضرورةً يخطّها كل مواطن في قلبه أولًا، وفي محيطه ثانيًا.
ما بعد الحرب ليس كسابقه. فالمرحلة المقبلة تتطلب أن يكون كل فرد رجل أمنٍ في موضعه، وعيًا وسلوكًا وحرصًا. لم يعد يكفي أن ننتظر دوريات الشرطة لتمرّ، بل ينبغي أن يحمل كل واحد منا شعلة الوعي يحرس بيته، يحمي شارعه، يرعى جيرانه، ويراقب كل ما يهدد سكينته ومجتمعه.
من هنا، يجب على الأجهزة الشرطية أن تعيد بناء علاقتها بالمجتمع، لا عبر السلاح وحده، بل عبر الوعي والتعليم والتواصل. نشر الثقافة الأمنية، تعريف المواطن بدوره، تدريبه على أساليب الوقاية والتبليغ، وتمكينه من أدوات السلامة؛ كل ذلك أصبح من ضرورات المرحلة الأولى لبناء وطن آمن.
إن إشراك المواطن في أمنه وأمانه ليس ترفًا تنظيميًا ولا خيارًا سياسيًا، بل هو قدر محتوم إذا أردنا أن ننهض من بين ركام الحرب، ونشيّد مجتمعًا لا تزعزعه المؤامرات ولا تهدّه الرياح العاتية.
الأمن المجتمعي اليوم هو الجدار الأول الذي يحمي النصر الذي صنعته التضحيات. فليكن كل واحد منا لبنةً في هذا الجدار، وقلبًا نابضًا بحب الوطن والغيرة عليه. Elhakeem.1973@gmail.com

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات