✍️أسامه الصادق ابو مهند
إذا ما نظرنا بموضوعية لما يجرى من إستهداف ممنهج ضد الشعب السوداني حالياً ومنذ اندلاع معركة الكرامة التي أكملت عامها الثاني، نجد أنه لامبالغة فى القول، بوجود حقيقة مؤكدة يدركها كل المراقبين والمتابعين للتطورات على ساحة القتل والدمار وحرب الإبادة المشتعلة على كل أجزاء الوطن وخاصة في ولايات دارفور الحبيبة لاسيما ما حدث قبل أيام في ولاية شمال دارفور تحديداً معسكر زمزم للنازحين من إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج، وأيضاً استهداف مليشيا آل دقلو الإرهابية للمناطق الحيوية والخدمية بالمسيرات الإستراتيجية وكل هذا العدوان المتصاعد على المدن والمؤسسات الخدمية الآمنه يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك القصد منه تفتيت الوطن وتشريد الآمنين، وإن كل هذه الأفعال الإجرامية لهذا العدوان الوحشى واللاإنسانى، يستمد قوته وقدرته على الاستمرار والتصاعد نتيجة الرعاية الإماراتية المتاحة لهذه المليشيا المتمردة عبر الدعم المتواصل دون إنقطاع في ظل صمت مريب مطبق للمجتمع الدولي لوقف الدعم الاماراتي المتدفق لمليشيا آل دقلو الإرهابية وهي تواصل بكل صلف جرائمها وعدوانها بعمليات القتل والإبادة ضد الشعب السوداني الذي إستطاع أن يقهر ظروف الحرب بالوعي والإصطفاف حول قيادته والقوات المسلحة وهي لا شك ماضية في تطهير الأراضي السودانية من هؤلاء الأوغاد الذين عاثوا في فسادا وإفسادا للحياة، وفى ظل هذه الموبقات يجب أن يدرك الجميع أن دولة الأمارات ليست مجرد مؤيد أو داعم لمليشيا الدعم السريع في جرائمها الإرهابية ضد الشعب السوداني فحسب ولكنها فى حقيقة الأمر طرف أساسى وشريك كامل وفاعل فى الحرب على السودانيين بالإبادة لهم، ونظرة واحدة على مجريات الأحداث تؤكد هذه الحقيقة، وتعلن بكل الشفافية والوضوح، أن الإمارات شريك أساسى فى الحرب وليست مجرد طرف مؤيد أو مساعد، وهذا الشريك هو الممول بالسلاح والعتاد والدعم اللوجستي والمادى والمعنوى، وفى ظل الواقع المؤلم والمأساوى الذى يجرى على بعض الأراضى المحتلة من قبل هذه المليشيا الإرهابية، أصبح من الضرورى واللازم أن نشير بوضوح إلى حقيقة مؤكدة على أرض الواقع فى عالم اليوم وكل يوم، منذ أن تمردت هذه المليشيا واعلنت حربها ضد المواطن والوطن الذى نعيش فيه، هذه الحقيقة تؤكد أنه لا يكفى على الإطلاق أن يكون الحق حليفك دون أن تقاوم، أو أن تكون متخذاً الصواب والإنصاف والعدل طريقاً ومنهجاً وسلوكاً.. كما لا يكفى كذلك للأسف أن تكون كارهاً للظلم ومتجنباً للعنف والعدوان، وأن تكون ساعياً للسلم باحثاً عن الاستقرار والأمن والأمان والإستهداف يحيق بك من كل جانب، والصمت عن هذه الإنتهاكات التي تحدث بين فينة وأخري وانت صامت حيال ذلك لا يكفى وحده لضمان العيش فى سلام وتحقيق الأمن والسلام، يجب مقاومة هذه العصابة المجرمة والقضاء عليها تماماً لكي تتوفر فرصة حقيقية للأمن والأمان، لكن للأسف مازال مسلس القتل.. السلب…النهب التشريد المتعمد والتطهير العرقي مستمر للشعب السوداني في هذه الأيام، حيث لا تكفى هذه الإدانات وحدها لوقف حمام الدم بل يتبعها عقاب لهؤلاء المجرمين الذين قتلوا الألآف من أبناء الشعب السوداني، يجب أن يقدموا لمحاكمة عادلة تقتص لكل من أجرم في حق الوطن والمواطن، كلمات الإدانة وحدها لا تكفى لتحقيق السلام والأمن والأمان المنشود والمأمول.. على الرغم من الشجب والإدانة كلها قيم رفيعة ومقومات عظيمة تعلى من قدر وقيمة البحث عن العدالة الغائبة، سواء كاننت لفرداً أو لمجوعة، وإذا ما توخينا الواقع والحقيقة فلابد أن نعترف أن هذه العدالة من يقف خلفها ويحميها ويدافع عنها، ويحفظ وجودها ويتيح لها الفرصة لتأدية عملها وتحقيق دورها والوصول إلى غايتها. وأول ما تحتاجه القوة لتكون نافذة على كل من تجبر وتكبر وسعي في الأرض فساداً، حتى تضمن لها الحماية والنفاذ والبقاء والاستمرارية، حيث إنه دون حماية كافية لن يكون الحق فى مأمن، بل يكون عرضة للضياع والانكسار، أو يبقى عالقاً فى الفضاء كقيمة رفيعة غير قابلة للتحقق على أرض الواقع، نظراً لغياب القوة التى توفر له الحماية وتحقق له النفاذية على أرض الواقع.
وفى هذا الإطار، وفى ظل الصراعات المشتعلة بين الأقطاب الدولية المتنافرة، ستظل الحقوق مسلوبة، والاعتداءات قائمة والمظالم موجودة على مستوى الأفراد والمجتمعات والشعوب والدول، مادام الحق لا يجد القوة التى تضمن له الحماية ولا يجد القدرة التى تحقق له الوجود وتضمن النفاذية على أرض الواقع، وفى هذا الإطار يصبح حق الشعب السوداني فى حاجة ماسة إلى القوة كى تحميه وتحقق وجوده.
أحسب أننا جميعا كنا شهوداً على موجة الغضب والألم التى انتابت أغلب الشعوب والمجتمعات والأفراد بطول العالم وعرضه لما يجرى من قتل ودمار وتخريب للشعب السوداني، فى ظل العدوان اللاإنسانى الغاشم الذى تشنه مليشيا آل دقلو الإرهابية عليه، ولكن المشهد كان فى ذات الوقت كاشفاً عن مدى الكذب والخداع الذى تمارسه القوى الكبرى والعالم الغربى على وجه الخصوص، الذي ظل طوال الفترة الماضية يحدثنا عن حقوق الإنسان، ويدعى أنه الحامى الأول لحقوق الإنسان فى كل مكان، والمدافع الصلب عن الشعوب وحقها فى الحياة، ولكن للأسف ثبت بالدليل القاطع أن ذلك كله مجرد كذب وخداع فى ظل الصمت المخزى عن هذه الجرائم البشعة واللاإنسانية المرتكبة من جانب قوات مليشيا آل دقلو الإرهابية ضد الشعب السوداني الصامد الصابر المحتسب لله.