حين نتحدث عن تغيير السلوك العام في المجتمع، لا بد أن نبدأ من الفرد. فالفرد هو نواة المجتمع، وإذا صلح السلوك الفردي، صلح معه البناء العام للأمة. وكثيراً ما نُحمّل الدولة أو المؤسسات مسؤولية التغيير، متناسين أن كل مؤسسة هي في الأساس مجموعة أفراد.
السلوك السالب يبدأ من القناعة الخاطئة بأن “ما دام الآخرون لا يلتزمون، فلا داعي أن ألتزم أنا”. هذه الفكرة كارثية لأنها تُبقي المجتمع في دائرة مفرغة من الأعذار والتقاعس. أما السلوك الإيجابي، فهو أن يبدأ كل فرد بنفسه، بغض النظر عما يفعله الآخرون. فالتزام شخص واحد قد يُحدث فرقاً أكثر مما نتصور، لأنه يُصبح قدوة في محيطه ويحفّز الآخرين.
إذا التزم الفرد بالنظام، وحافظ على نظافة بيئته، وأدى عمله بإخلاص، ورفض الفساد مهما كان بسيطاً، فقد وضع لبنة في جدار النهضة الوطنية. وإذا عمَّ هذا السلوك، انتقل المجتمع بأكمله إلى مرحلة جديدة من الوعي والانضباط.
ما نحتاجه اليوم في السودان هو نهضة تبدأ من الضمير الحي لدى كل مواطن. فالإصلاح الحقيقي لا يُفرض بالقوانين وحدها، بل ينبع من داخل النفوس التي تؤمن بأن الوطن مسؤولية شخصية لكل فرد فيه.