بورتسودان : المجد نيوز
أطلقت حكومة إقليم دارفور نداءً عاجلًا خلال مؤتمر صحفي عُقد بمدينة بورتسودان، حذّرت فيه من تفاقم الكارثة الإنسانية في مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين المحيطة بها، جراء الحصار الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع، واستمرار القصف العنيف على المدنيين، وسط صمت دولي مخيف وتقاعس المنظمات الإنسانية.
وقال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية بالإقليم، الدكتور بابكر حمدين، إن “المليشيا مارست قصفًا ممنهجًا طال المستشفيات والأسواق ومعسكرات النزوح، تزامنًا مع حصار خانق للمدينة منذ أكثر من عام، وسط انقطاع كامل للطرق المؤدية إليها”. وأضاف: “ما حدث في الجنينة من قبل يتكرر الآن في الفاشر، من حرقٍ شامل للقرى إلى عمليات قتل على أساس الهوية، وتجويع متعمد للمدنيين”.
وأشار الوزير إلى أن نحو 58 قرية تم إحراقها، وتمت مصادرة المواد الغذائية، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن المليشيا تستهدف الكوادر الطبية والعاملين في المجال الإنساني، مما أدى إلى خروج معظم المستشفيات عن الخدمة، وسقوط أكثر من 320 شخصًا بين قتيل وجريح.
من جانبه، أكد الدكتور عبدالباقي محمد حامد، مدير الرعاية الاجتماعية بالإقليم، أن الوضع الإنساني في معسكرات زمزم، السلام، نيفاشا وأبوشوك بلغ مستوى كارثيًا، قائلاً: “المدنيون يفرّون إلى وجهات مجهولة، وسط الجوع والخوف، والكبار يصرخون قبل الأطفال… بينما تصمت المنظمات”.
وأضاف: “المليشيا تنهب الشاحنات المحملة بالمساعدات القادمة من ناحيتي طويلة والمالحة، وتمنع دخول الأدوية للأطفال من جهة الشرق، وكل ذلك يتم أمام أعين ممثلي وكالات الأمم المتحدة”.
ووجه عبدالباقي رسالتين، الأولى إلى الأجهزة الأمنية لفك الحصار عن الفاشر بشكل عاجل، والثانية إلى المجتمع الدولي للتحرك السريع وتوفير الغذاء والدواء وإنقاذ المدنيين من كارثة تلوح في الأفق.