اليوم، يكتب السودان فصلًا جديدًا في تاريخه المجيد، فصلًا سطّره الجيش السوداني الباسل بدماء شهدائه، وعرق جنوده، وصبر شعبه العظيم. الخرطوم تتحرر من قبضة المليشيات، تُطهَّر شوارعها من دنس الإجرام والخيانة، وتعود عاصمةً للعزة والكرامة كما كانت دائمًا.
هذا النصر ليس مجرد استعادة للأرض، بل هو انتصار للإرادة الوطنية التي رفضت الانكسار، انتصار للحق الذي دُفع ثمنه من أرواح الشهداء الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة. لقد حاول الأعداء أن يكسروا الجيش السوداني، أن يزرعوا الشقاق بين أبناء الشعب، أن يسرقوا أحلام الأجيال، لكن هيهات! فالرجال الذين أقسموا أن لا يضعوا السلاح حتى يعود السودان حرًا، لم يتراجعوا، ولم يهنوا، ولم يستكينوا.
هذا النصر رسالة لكل السودان..
إلى الأمهات اللاتي صبرن على فقد الأبناء، هذا نصرُكن.
إلى الآباء الذين ربّوا رجالًا صمدوا في وجه الطغيان، هذا فخرُكم.
إلى الشباب الذين هبّوا للدفاع عن أرضهم، هذا مجدُكم.
إلى كل جندي، كل ضابط، كل قائد في الميدان، أنتم أسود هذه المعركة، وصناع هذا اليوم العظيم.
لكن الطريق لم ينتهِ بعد، والمعركة لن تُحسم إلا بتحرير آخر شبر في أرض الوطن، فكما تحررت الخرطوم، ستتحرر الجنينة، وستُستعاد دارفور، وسيعود السودان واحدًا موحدًا، خاليًا من الخيانة والارتزاق. لن نهدأ، ولن نتوقف حتى تنتهي الفتنة، وحتى يُرفع علم السودان خفاقًا فوق كل شبرٍ من أرضه.
اليوم نفرح، نعم، لكننا لا ننسى أن أمامنا عملًا لا يقل أهمية عن القتال، وهو إعادة بناء هذا الوطن، ومداواة جراحه، واستعادة مجده. معركتنا مستمرة، وسننتصر في آخر شبرٍ من السودان، بإذن الله، ثم بإرادة الأبطال الذين لا يعرفون المستحيل.
المجد والخلود للشهداء.. والتحية لكل من قاتل وصمد وانتصر.. وعاش السودان حرًا عزيزًا شامخًا!