المجموعة الحزبية المتواجدة “ببورتسودان”،وإن تدثرت بثوب الحوار “السوداني.. السوداني”،وإن تزينت بزينة الصف الوطني الجامع،وإن دعت لمشاركة المؤتمر الوطني والإتجاه الإسلامي، الإ إنها تظل مجموعة “إنتقائية،إستعلائية،سلطوية” بحتة،ولم تدرك بعد حقيقة أن المواطن الذي أصابته “حرب الجنجويد القذرة” في عصب حياته،لايلقي لهم بالا ولايعيرهم أدني إهتمام،كونها مجموعة صفرية تجاه قضايا المواطن الملحة.
لازالت مجموعة “بورتسودان” تسلك سبل الغواش والمهاد،ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها،بل وتصر على أن تمخر عباب البحر بسفينة خرقتها مآلات الحرب الحالية،حتى أضحت “خرقه” باليه ،مجرد النظر إليها يدعو للإشمئزاز ويرسخ في الأذهان “مطرقة” الخسران المبين الذي يحيط بأحزاب “تكايا بورتسودان”من كل حدب وصوب.
كان الأجدي والأنفع والأكثر فائدة،أن تقوم هذه المجموعة بزيارة المناطق المحررة فى الخرطوم،ثم تضع برنامجا عاجلا لتشغيل خدمات “الكهرباء والمياة والأسواق والصحة والتعليم والأمن”،ثم تتحرك من بعد ذلك “وحدانا وزرافات”، تجوب الدول الصديقة بغرض جلب دعم مالي عاجل، يصرف “فورا”على برنامج العودة الطوعية،ويصرف لأجل تأهيل أو إعادة بناء كل المرافق الحيوية التى طالها الدمار.
فات على مجموعة أحزاب “التكايا” فى “بورتسودان” أن تضع مايوجع ويؤلم المواطن نصب أعينها ومحل إهتمامها،ولكنها إنصرفت “عمدا” لمايحقق لها مطامعها البغيضة في السلطة والثروة،ذلك لأنها مجموعة حزبية “مهترئة” لامحرك لها إلا البحث عن كرسي السلطة، حتى وإن كان “قربان” ذلك ماحدث لمواطن السودان من “قتل وإغتصاب وتهجير ونهب وسرقة وتدمير للبني التحتية بطريقة ممنهجه”.
إستمرأت مجموعة “تكية بورتسودان”الفشل المصحوب بعدم القدرة على قراءة الواقع الجديد،إذ إن حرب الكرامة غيرت الكثير جدا من الأفكار والمفاهيم المرتبطة بالحكم والسلطة والعمل السياسي والحزبي.
“العقلية”التى كانت تقبل بالأحزاب “الصفرية”ذات الحلاقيم الكبيرة والأوداج المنتفخة،لم تعد هي ذات “العقلية”القديمة،هي لن تقبل مجددا “بالهوام”الذين يفضلون مصلحتهم الحزبية الضيقة على المصلحة الوطنية والقومية العليا.هي لن تقبل بكل الإرث السياسي منذ الإستقلال والذي لم نر منه غير الإنتهازية والتردي والتخلف والبقاء خلف الأمم.
لنسأل هذه المجموعة:ماهي الفائدة التى يمكن أن تعود على المواطن السوداني،جراء عقد “إجتماعات وندوات وسمنارات”وغيرها من برامج “العطالة” السياسية المقننة؟
الجميع يعلم ويفهم ويدرك دون أدني “حصافة”،أن المواطن يحتاج فى المناطق المحررة وبشكل عاجل، لتوفير خدمات “الأمن والكهرباء والمياة والصحة والغذاء”،ماذا يجنى مواطن مغلوب على أمره من “ندوة” تعقد تحت مسمي حوار وطني أو غير ذاك ،من لافتات “وهمية”تدعو للتقزز من هكذا أفعال؟.
كم هي ميزانية الإقامة في فنادق “بورتسودان”؟،وكم هي ميزانية الندوة البائسة التى عقدت مؤخرا؟،وكم هي نثريات الطيران فقط،لمن يشارك بالحضور من خارج البلاد؟!!.
أ ما كان الأصوب أن يتم تجميع كل هذه المبالغ التى تم صرفها على هذه المناشط “الديكورية ،المتسخه”،ومن ثم تحويلها لميزانية ولاية الخرطوم لتصرف بشكل عاجل لغذاء المتواجدين بالخرطوم حاليا-هذا على سبيل المثال فقط-؟!.
“العقليات” التى تفكر وتخطط لمجموعة أحزاب “التكايا” فى “بورتسودان”، إما أنها عقليات “متبلدة ومتحجرة وتسكن فى وادي غير ذي زرع”،أو أنها تسعي بكل ماتملك كي يتم حرق هذه الأحزاب “المتفسخة” حريقا كاملا،حتى تكون خارج المعادلة القادمة بعد أن يبغضها الشعب نتيجة أفعالها الضاربه في الهراء، والمحبه للبقاء فى القاع.
أقول لكم وبملء الفم،أنكم ومثل السوء سواء،أنكم والحصب أندادا،أنكم بابا لايفتح إلا وقد برزت منه الأطماع السلطوية.
وإنه لمن المحزن ،أنكم متواجدين فى سوح العمل السياسي لسنوات خلت،سنوات تجاربكم فيها كان يمكن أن تكون “زاد و حنكة وحكمة”لتحسس الطريق القويم والصحيح،إلا إنكم لم تتعلموا بعد،ولم تتبينوا حتى هذه اللحظة شكل الطريق الذي سيكون عليه شعب السودان خلال الفترة القادمة.
إن كنتم تعتقدون أنكم من سيحدد مصير الشعب السوداني خلال الفترة التى تلي الحرب،فإنكم “حالمون كاسدون”،عشيركم بائس، ومسعاكم “خائب” كما “خيبة” ماتفعلون الآن.
أتحسبون أننا سنجعل دماء “الشهداء والجرحي” في هذه المعركة المصيرية تضيع سدي؟،أتحسبون أننا سنبدل “الرجال” أبناء “الرجال”، الذين هم الآن في “خنادق” القتال لمدة عامين،بوجوهكم “الغبرة” التى عليها “قترة”؟أتحسبون أننا سنبيع مجهود “الرجال” العظماء الذين إستشهدوا أو قطعت أرجلهم أو أيديهم أو ترملت نسائهم وأصبحوا أطفالهم يتامي،ببضاعتكم “المتردية” التى ثمنها بخس؟!.
تاالله إنكم لفي ضلالكم القديم،وتبا وسحقا لكم إن كنتم لاتفقهون!!.
فلندع الأمور توضع في نصابها الصحيح،وليكتمل عقد النصر المجيد باذن الله،وعندما تبدأ عجلة الحياة فى الدوران من جديد سترون أنكم فى أي منقلب تنقلبون.
وإن كان من رسالة آخيرة،نقول لأحزاب “التكايا” في “بورتسودان”: عليكم بقراءة كتاب حرب الكرامة جيدا،عليكم بقراءة الصفحات التى تتحدث تحديدا عن “المآلات والمفاهيم وطريقة التفكير” المرتبطة بشكل الحكم والسلطة بعد أن تضع الحرب أوزارها،هذا إن أزلتم مالحق بكم من غشاوة!!!.
اللهم أحفظ السودان من الفتن،ماظهر منها ومابطن.