المحطة الاولى
هل يفعلها الاخرون كما فعلها عبدالرحمن سوار الذهب
لعل الجميع يوافقنى الرأى بأن هناك قليل من الرجال أصحاب المواقف التى تهز الأرض وترتج لها جوانح النفس البشرية وتختلج العواطف وينبهر العقل أمام تجلياتهم ورسوخ خطاهم .. أذكر من هؤلاء الرجال الفريق أول المرحوم عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب الذى سجل هدفه الذهبى فى (شبكة) تاريخ السودان الحديث يوم وقف متدثرا بثوب أعلى سلطة تقف على أقوى أرضية أمام القضاء السودانى آنذاك يؤدى التحية العسكرية إجلالا للقضاء وتقديرا له وربما إمتنانا .
لم تكن طبيعتى أبدا مدح الرجال لأننى أعتقد أن من يقدم نفسه طبيعى أن يقدم شئ معتبر للآخرين الذين أولوه أمرهم .. بل ألمس فى نفسى دائما جنوح غير سليم لمعاداة الأقوياء والرؤساء فى مقابل ضعف ظاهر للتعاطف والمؤازرة مع المستضعفين فى الأرض وفى الحالتين يأتى إنحيازى متخذا موقفا مبدئيا حادا .. لكن مافعله سوار الذهب حينما وقف أمام القضاء للإدلاء بشهادته حول مسألة ترحيل الفلاشا جعلنى أخرج من سلبياتى وأمدح السيد المشير عبدالرحمن سوار الدهب ( رحمه الله) فوقوف رأس الدولة شاهدا يحلف القسم ويتم سؤاله عن إسمه وسيرته الذاتية ثم يستوجب كأى شاهد عما يعلمه عن القضية محل المحكمة .. هذا الشئ لم نتعوده إلا للحقيقة والتاريخ مافعله عبدالله خليل من قبل .
هذا العمل لم نتعوده حتى من ( …….) إن الشعور بالمساواة هو الشعور بالعدالة يؤدى للأمن والإطمئنان ثم على الفور إلى السعادة عشم الدنيا بأجمعها .. فى ذلك الوقت وقف سوار الذهب وشهد شهادة حق بلا إنفعال ولا تحامل وتجنى على الحقيقة التى يتجنى عليها اليوم (كثيرون) كذلك التحية لهيئة الدفاع وهيئة المحكمة أنذاك .. ومهما أختلف الناس مع الدفاع فإنه حق مشروع نتمنى أن يجده الكل إذا ماتبدلت الحالة التى نحن عليها (فيجب ان نحترم هذا الرجل حيا وميتا ) أليس كذلك ..
المحطة الثانية :-
عام جديد
ونحن فى هذا العام لا نملك إلا ان نسوق التهنئة عبر عمود كلام بفلوس إلى جميع محبى وقراء هذا العمود على إمتداد الوطن العربى وإلى السودانيين فى كل مكان آملين ان يكون عام 2025 عاما مملؤه بالخير والسعادة وإنهاء هذه الحرب اللعينة بإنتصار قواتنا المسلحة بإذن الله .
ونحن فى هذا العام 2025 الذى مضى عليه ثلاثة اشهر بأن نعود إلى سيرتنا الأولى التى وضعها رعيلنا الأول من رواد الإستقلال الذين أدوا أمانتهم ولم تفلح الأجيال التالية من بعدهم فى إعطاء هذا الإستقلال معناه ومضمونه الحقيقى .. وهى مسؤولية نأمل أن يقوم بها الجيل الحالى لنتجاوز بذلك عنق الزجاجة الذى نعيشه الأن وآخر شواهده هذه العزلة التى أحكمت الطوق علينا وأبعدتنا عن الآخرين أشقاء وأصدقاء بعد أن أجهزت علينا فى الداخل عناء وشقاء وعنتا ما بعده عنت .. اننا ونحن نستقبل العام الجديد نسوقها تهنئة لكل قراء ومتابعى هذا العمود .
المحطة الثالثة:-
رسالة أمى وهى فى مرقدها السرمدى :-
أمى .. عندما تذوب لهفتى وصدى صوتك يرن فى أذنى وفى قلبى إيقاعا من الطمأنينة .. فأبتسمى أماه وقد عاد الشوق يمزقنى وأنا بقربك قلبك دفء يضمنى بحنان ومودة .. عيناك منارة أراها تنقذ سفينة قد تأهت فى ظلام دامس .. فأنت الأمل المنشود والقلب الصابر .. ما أحلى يا أماه حين تقولين لى برضا (عافيه منك ياولدى) قد جاءت كلماتك صدى أغنية ترن فى داخلى وقد كان الصدى يتردد فى الحلم والسبيل وفى كل مكان ( عافيه منك ياولدى) .. عبثا أحاول أن أجد معنى لهذه الجملة فلم أجد لأن معناها أكبر مما أتصور وأتعثر فى نطقها .. أماه لم أجد أكثر منك عطفا وودا فأنت الأمل والرجاء وحبك نهر مقدس يحمل الأفراح بطاقة دعوة إلى نفسى .. أمى أنت فى نومى وفى يقظتى وحبك مزروع فى صدرى .. ألا رحم الله والدتى الحبيبه وأسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء . إنا لله وإنا إليه راجعون .