صورة نميري والشيخ زايد تداولها ناشطون،، الذكريات تفضح المواقف،،
الإمـارات.. التنكر لجميل السودان..
السودان من أوائل المعترفين باستقلال الإمارات، ونميري أول رئيس زارها..
(عيال زايد) قلبوا ظَهَر المِجَّن، وقابلوا الإحسان بالعدوان..
للسودان أيادٍ سابغة وبيضاء كانت سبباً في نهضة الإمارات..
تداول ناشطون عل منصات التواصل الاجتماعي صورة تأريخية تجمع الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري رحمه الله، بالراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبدو من الصورة أن الرئيس جعفر نميري كان في زيارة إلى الإمارات في العام ١٩٧٢م في مدينة العين، حيث يظهر في الصورة وهو يصافح ثلاثة من الأطفال في حضور الشيخ زايد، وعلق الناشطون على أن الأطفال الثلاثة هم محمد بن زايد الرئيس الحالي لدولة الإمارات، وبجانبه هزاع بن زايد، وحمدان بن زايد، وحصدت الصورة العديد من التعليقات التي تتحسر على مواقف أولاد الشيخ زايد وقلبهم ظهر المجن على السودان بعض اليد التي امتدت لتصافحهم وتُعلي من شأن دولة الإمارات التي كانت في ذلك الوقت عبارة عن بادية كبرى تحفها رياح الصحراء ويسكن أهلها في خيام، ويمتهنون رعي المواشي والأنعام.
نميري وبن زايد:
وبعيداً عن الصورة ومدى حقيقة تفاصيلها، فلسان التأريخ يقول إن علاقة الرئيس الراحل جعفر محمد نميري بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ضاربة عميقاً في جذور العراقة، ومتسمة بروح المودة والرحمة، ومنسجمة بأواصر الإخوة والصداقة، فقد استطاع الرئيس الراحل جعفر نميري بشخصيته القوية وعلاقاته الواسعة في المنطقة أن يحقق للإمارات زخماً سياسياً وإعلامياً رافقه على متن رحلته المشهودة إلى دولة الإمارات في زيارة تأريخية في 19 أبريل من العام 1972م، لينال نميري شرف أول رئيس في العالم تطأ أقدامه دولة الإمارات بعد حوالي عام واحد فقط من نيلها استقلالها، وكان السودان من أوائل بلدان العالم التي اعترفت باستقلال الإمارات وخروجها من نير الاستعمار البريطاني في العام 1971م، وقد رافق الرئيس نميري في تلك الزيارة التأريخية كوكبة بازخة من وزرائه الزواهر وفي مقدمتهم دكتور منصور خالد، وزير الخارجية، والسيد إبراهيم منعم منصور، وزير المالية، وقد وضعت هذه الزيارة أولى لبنات التعاون الاقتصادي بين السودان والإمارات.
سواعد وأفكار سودانية:
لقد كان للسودان اليد الطولى والقِدح المُعلَّى في الطفرة العمرانية التي تزهو بها دولة الإمارات حالياً، ذلك أن الرئيس السابق جعفر نميري، كان حريصاً على الدفع قدماً بدولة الإمارات لتكون في مصاف الدول المتقدمة مدفوعاً بمحبة صادقة كان يتبادلها مع الشيخ زايد بن سلطان الذي كان يعتزُّ بعلاقته القوية مع الرئيس جعفر نميري، وليس أدلَّ من ذلك أن الشيخ زايد جعل الخرطوم أول وجهةٍ خارجية له بعد أن تسلم مقاليد الحكم في دولة الإمارات، حيث زار السودان في فبراير من العام 1972م، وقضى فيه عدة أيام متجولاً في العديد من الأقاليم والمدن والمناطق، ليعود بعدها إلى بلاده مُحَمَّلاً بخيرات البلاد من الكفاءات السودانية المدربة والمؤهلة في مختلف المجالات والتخصصات التي لعبت دوراً محورياً في النهضة التي انتظمت دولة الإمارات على الصُعُد كافة، وقد ساهمت أسماء ورموز سودانية بجهودها الفكرية في الدفع بقطار التنمية والإعمار في دولة الإمارات ومن بين هؤلاء بروفيسور علي محمد شمو الذي شغل منصب وكيل وزارة الثقافة والإعلام بدولة الإمارات، والأستاذ كمال حمزة الذي أرسى بنيان بلدية دبي وعمل بها لمدة قاربت الربع قرن من الزمان، وغيرهم كثير من الذين ساهموا بقدر متعاظم في تأسيس قواعد دولة الإمارات في سلطاتها التنفيذية والقضائية والعسكرية والإدارية.
جزاء الإحسان بالعدوان:
وبرحيل جعفر نميري، والشيخ زايد، تعاقب على سُدة الحكم في الإمارات خلفٌ أضاعوا هذه العلاقات، واتّبعوا الشهوات، فنسوا أو تناسوا ما قدمه السودان من أيادي بيضاء وسابغة كانت سبباً مباشراً في نهضة وتطور دولة الإمارات، وليتهم اكتفوا بقطع وشائج العلاقة والصلات الطيبة بالسودان الطيب، وتركوه في حاله، ولكنهم للأسف جازوا الإحسان بالنكران، والفضل بالعدوان، فحاكوا المؤامرات وأعملوا التكتيكات، وخططوا من أجل تدمير السودان ومحوه من الوجود بدعم وإسناد ميليشيا الجنجويد، ولكن هيهات يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، ذلك أن حرب الخامس عشر من أبريل 2023م كشفت القناع عن الوجه القميء لحكومة أبي ظبي التي أصبحت محور شر في المنطقة، فمتى دخلت دولة أفسدتها وجعلت أعزة أهلها أذلة، ولكن ذلك لن يتحقق في السودان الذي وقف على قلب رجل واحد إلا من أبى من العملاء والخونة والمأجورين ممن اشترتهم الإمارات نفسها بثمن بخس دراهم معدودة ليبيعوا وطنهم، فاصطفاف جماهير الشعب السوداني خلف قواتهم المسلحة، والتفافهم حول قيادة البلاد، أفشل المخطط الإماراتي، وجعل كيدهم في نحرهم، فها هي حكومة أبوظبي تبحث الوساطات، وتوظِّف العلاقات، وتحاول دفع الرشاوي، وحبك الحكاوي، كل ذلك من أجل أن يسحب السودان شكواه من أضابير مجلس الأمن الدولي بنيويورك، ومحكمة العدل الدولية في لاهاي، وستثبت الأيام عواقب الحماقة التي ارتكبها أولاد الشيخ زايد بتطاولهم على السودان.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد سقط القناع ولم يعد أمر عداء الإمارات السافر للسودان سرّاً، وينبغي على الحكومة والسلطات المختصة في السودان، أن تواجه العدوان بالعدوان، أولاً بقطع علاقته الدبلوماسية، قبل أن يكثف جهوده السياسية لفضح دور دولة الإمارات في هذه الحرب، وممارسة ضغوط على الكيانات العدلية والقانونية إقليماً ودولياً من أجل تسريع النظر والبت في الشكاوى المقدمة من الخرطوم ضد أبي ظبي التي بدأت تتحرك في الظلام لاهثةً في شتى السبل والجبهات في محاولة منها لوأد وتعطيل قضية السودان العادلة، وإذا فرفرت أبوظبي، فاعلم أن سكين الخرطوم اتخذت مكانها في الحلقوم.