الثلاثاء, مارس 11, 2025
الرئيسيةمقالاتالإصلاح يبدأ من المجتمع (2): من المسؤول عن التغيير؟. ...

الإصلاح يبدأ من المجتمع (2): من المسؤول عن التغيير؟. بقلم /عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

في مقالنا السابق، ناقشنا كيف أن الإصلاح الحقيقي لا يأتي فقط من الحكومات، بل يبدأ من المجتمع نفسه. واليوم، نتساءل: من المسؤول عن التغيير؟ وهل يمكن للفرد العادي أن يكون جزءًا من عملية الإصلاح؟

  1. لماذا ينتظر الناس التغيير من “أعلى”؟

يعتقد كثيرون أن التغيير يجب أن يأتي من السلطة، سواءً عبر سن القوانين أو محاربة الفساد من الأعلى، لكن هذه النظرة تتجاهل الدور الأساسي الذي يلعبه الأفراد والمجتمع في دعم أو عرقلة أي إصلاح. فالأنظمة الفاسدة لا تنشأ في فراغ، بل تجد بيئة تتقبلها، ومجتمعًا لا يواجهها بجدية.

  1. ما دور الفرد في الإصلاح؟

كل فرد في المجتمع، مهما كان دوره صغيرًا، يمكن أن يكون عنصرًا إيجابيًا في عملية التغيير، وذلك من خلال:

الالتزام بالنزاهة والشفافية في معاملاته اليومية، وعدم المساهمة في الفساد حتى بأبسط أشكاله.

نشر ثقافة المحاسبة والمسؤولية، عبر رفض التجاوزات وعدم الصمت على الأخطاء.

تعزيز قيم العمل الجماعي والمبادرات المجتمعية، سواء في الحي، مكان العمل، أو المؤسسات التعليمية.

  1. قوة المجتمع في مواجهة التحديات

عندما يصبح الإصلاح ثقافةً مجتمعية، ستجد الحكومات نفسها مجبرةً على التغيير. التاريخ مليء بالأمثلة على دول نهضت عندما قرر شعبها أن يكون جزءًا من الحل، وليس مجرد متفرج ينتظر التغيير من الخارج.

خلاصة القول:

الإصلاح يبدأ عندما يقرر كل فرد أن يكون نموذجًا لما يريد أن يراه في بلده. ليس المطلوب أن يقود الجميع ثورة، لكن المطلوب هو الالتزام بالسلوك الصحيح والمساهمة في بناء مجتمع أكثر وعيًا ومسؤولية.

رسالة اليوم:
“التغيير لا يحتاج إلى قوة خارقة، بل إلى وعي مستمر بأن كل خطوة صغيرة نحو الإصلاح تصنع فرقًا كبيرًا.”

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات