الإثنين, مارس 10, 2025
الرئيسيةمقالاترصة حروف... ...

رصة حروف… من القضارف حتى جنوب دارفور .. دعم بلا حدود للفرقة ١٦ مشاة ومتحرك الصياد”. ✍️ حامد املس يكتب…

في زمن المحن والابتلاءات، يظهر معدن الرجال الأوفياء الذين لا يساومون على أرضهم وعزتهم، ويثبتون أن السودان وطن لا يُباع ولا يُشترى، وإنما يُفتدى بالروح والدم. من رحم المعاناة، ومن قلب المأساة التي خلفها التمرد، انطلقت في ولاية القضارف مبادرة شعبية كبرى لدعم القوات المسلحة السودانية، والفرقة 16 مشاة، ومتحرك الصياد، بهدف تحرير ولايات غرب السودان من فلول التمرد التي عاثت فساداً في الأرض، قتلت الأبرياء، وشردت النساء والأطفال، وسعت لتمزيق النسيج الاجتماعي لهذا الوطن العظيم.

هذه المبادرة لم تأتِ من فراغ، بل هي نداء الأرض لأبنائها، واستجابة حقيقية من نازحي جنوب دارفور الذين وجدوا في القضارف ملاذاً آمناً، لكنهم لم يرضوا أن يكونوا مجرد متفرجين على مأساة أهلهم في دارفور، بل هبّوا لمؤازرة الجيش والمجاهدين في معركتهم العادلة لاسترداد الحقوق وصون الكرامة.

لقد بدأت المبادرة خطواتها العملية بتجهيز قافلة دعم ستنطلق قبل شهر رمضان المبارك، حاملةً معها كل معاني الوفاء والتضحية، ومعبّرة عن وقفة صادقة مع جنودنا البواسل الذين يذودون عن حياض الوطن في الميدان. ولم تقتصر هذه الحملة على النازحين وحدهم، بل تم تكوين لجان خاصة لاستقطاب الدعم من أبناء جنوب دارفور في الولايات الآمنة، إلى جانب مساهمات الخيرين من مختلف فئات الشعب السوداني، لأن معركة الدفاع عن السودان ليست مسؤولية الجيش وحده، بل هي معركة كل سوداني شريف يؤمن بأن الكرامة لا تُشترى، وأن الأوطان لا تُترك لقمة سائغة للخونة والعملاء.

المبادرة لم تغفل دور المرأة، فهي شريك أصيل في معركة العزة، ولذلك جاءت مشاركتها واسعة النطاق، تعبيراً عن أن الوطن ملك للجميع، وأنه لا سبيل لتمكين الطغاة من نهشه ما دامت هناك نساء يربّين الرجال على الفداء، ويقدّمن الغالي والنفيس من أجل راية لا تُنكّس. كما شملت المبادرة لجنة متخصصة للعمل الاجتماعي، تعمل على زيارة خمس محليات بالقضارف، للجلوس مع النازحين، وتقديم الدعم النفسي والمادي، وتعزيز الترابط بين النازحين ومجتمع الولاية، في صورة وطنية تعكس كيف يمكن للمحن أن تصنع تلاحماً أقوى، لا انكساراً وضعفاً.

إن هذه المبادرة هي رسالة لكل من يراهن على ضعف السودان، بأن هذا الوطن، مهما ألمّت به الخطوب، يظل عصياً على الانكسار، لأن أبناءه، في كل زمان ومكان، يعرفون متى يتقدمون الصفوف، ومتى يرفعون الرايات، ومتى يعلنون أن الأرض ليست للبيع، والكرامة ليست للمساومة. فكل التحية لأهل القضارف، والنازحين من جنوب دارفور، ولكل سوداني حر يضع الوطن فوق كل اعتبار.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والنصر لقواتنا المسلحة الباسلة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات