انفض سامر تحالف العواطلية و ما تبقى من قيادات الميليشيا الإرهابية الذي إنعقد في نيروبي قبل أيام وسبقته (دعاية) ضخمة أعدت لها غرف التزييف والتدليس التابعة للميليشيا، وقالت أنه ينعقد للتوقيع على الميثاق المؤسس للحكومة الموازية.
وحشر المشاركين في يوم الزينة حشراََ، جيء بهم إلى المحفل وقد تكفل الكفيل بتكاليف الحضور ذهاباََ وإياباََ لتكبير (كوم الرماد) وحتى يبدو المشهد محتشداََ والحظيرة ممتلئة..
كان مشهداََ تهريجياََ بامتياز اختلطت فيه التراجيديا بالكوميديا، وتعالت فيه الهتافات والمحفوظات من الشعارات والأناشيد، تلا فيه نجل الميرغني الآبق خطاباََ مكتوباََ ظل يقرأه وهو يرتجف بلسان قد جف من الخوف فبدا مثل ثعبان مذعور .
وسرعان ما انفض السامر مخلفاََ وراءه سخطاََ داخلياََ في أوساط النخب الكينية عكسته صحافة كينيا صباح اليوم التالي والتي وجهت انتقادات شديدة اللهجة للرئيس وليام روتو على صبيانية تصرفه وتعريض علاقات بلاده بالسودان للخطر.
وكعادتهم اختلف المجتمعون حول من يكون الرئيس، وأين يكون مستقر ومستودع الحكومة الموازية، ومم يتكون هيكل الحكومة.. و والخ.
بعضهم قال أنها ستكون في الخرطوم، وآخرون قالوا في كاودا، والبعض الآخر قال في دارفور.
وأمام هذا الخلاف داخل الميليشيا وأعوانها حول الحكومة، وموجة السخط الشعبي الكيني عامة، والمعارضة الكينية خاصة
انفض السامر وتفرق الجمع وعاد كل واحد منهم من حيث أتى ولم يتم التوقيع على شيء، ولم يتم الإعلان عن حكومة موازية ولا يحزنون، فقد كانت مجرد فقاعة كبيرة أطلقها الكفيل فوق سماء نيروبي فما لبثت أن (انفجرت) وتبدد هواءها وتلاشت حبيباتها في الهواء الطلق.
وأمام هذا الخلاف داخل الميليشيا وأعوانها حول الحكومة، وموجة السخط الشعبي الكيني عامة، وسخط المعارضة الكينية خاصة، تم تأجيل التوقيع مرتين ثم في المرة الثالثة أعلنوا إرجاء التوقيع إلى أجل غير مسمى، وهو ما يعني أن الحكومة الموازية كانت صرحاََ من خيال فهوى.
وهوت معه أحلام الميليشيا وكفلائها ومواليهم من فضلات اليسار ومخلفات بنو علمان وشيء من عملاء المخابرات فاقدي الأخلاق.
لن تقوم للحكومة الموازية قائمة فقد حكم عليها الواقع بالفناء قبل أن تولد، وانهار بنيانها من القواعد. هم أنفسهم استيقنوا هذه الحقيقة، وعلموا أنه لا أحد سيوافق عليها، ولن تجد الإعتراف من أي جهة أو دولة محترمة، سواء اقليمياََ أو دولياََ..
فالإتحاد الأفريقي لن يعترف بها..
والجامعة العربية لن تعترف بها..
والأمم المتحدة لن تعترف بها..
أمريكا والغرب لن يعترفوا بها..
كل دول آسيا لن تعترف بها..
بل أكثر من ذلك دويلة الشر نفسها لن تستطيع الإعتراف بها علناََ، إلا في الغرف المغلقة.
الحكومة الموازية كانت آخر أوراق رهان الميليشيا وقد احترقت وخسرت، ولم يعد لها ما تتمسك به، فعلى صعيد الحرب في الميدان أصبحت الميليشيا شراذم وجماعات متفرقة هاربة ومطاردة وفارة تبحث عن النجاة من نيران الجيش والقوات المساندة له، ولم تعد دارفور ملاذاََ آمناََ لهم ولا حضناََ دافئاََ يلتجئون إليه، ولا حصناََ منيعاََ يقيهم نيران القوات المشتركة التي ذاقوا بأسها وما ينتظرهم أكبر.