كتب : علي بتيك
(روحى ليه مشتهيه ودمدني)
ود مدني مدينة مهمة فهي بمثابة العاصمة الاقتصادية للبلاد وفيها أكبر مشروع مروي تحت إدارة واحدة في العالم ألا وهو مشروع الجزيرة حيث الذهب الأبيض والمحالج واتحاد المزارعين،فضلا عن جامعة الجزيرة أول جامعة خارج العاصمة القومية،وهيئة البحوث الزراعية،وحنتوب،ومدني سودان مصغر إذ ضمت كل الأعراق والقبائل التي انصهرت وقدمت للسودان أعلاما في كل الحقول بدءاً من الشيخ محمد مدني السني الذي حملت المدينة اسمه.ثم جمعية ود مدني الأدبية التي كانت نواة لمؤتمر الخريجين وقائدها الوزير أحمد خير.كما رفدت البلاد بقامات إبداعية فنية منهم على سبيل المثال لا الحصر المساح ومحمد عبدالحي ومجذوب عيدروس،وفضل الله محمد والكاشف والباشكاتب ومحمد مسكين وعبدالعزيز المبارك.وسيد الأتيام الأهلي وسيد سليم وسامي عز الدين في الرياضة وغيرهم كثر. معلوم أن الدولة كانت تفكر في نقل العاصمة إلى ود مدني بعيد اندلاع التمرد وهي أول ما قصد النازحون الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق.لكن ثمة أخطاء عجلت بدخول المليشيا إلى ود مدني التي عاثوا فيها فساداً وإفسادا ودنسوها لسنة أو تزيد قليلاً.وستظل جرائمهم النكراء ضد الإنسانية في “ود النورة” وغيرها عالقة في الأذهان ووصمة عار في جبين هؤلاء الدخلاء على الوطن وقيمه الراسخة. لكن الجيش وكالعهد به خطط وباحترافية عالية لاسترداد مدني منطلقا من محاور عدة بعدما أحكم الحصار حولها قبل أن يقتحمها برا وبحراً “نيليا” وجوا بالإنزال المظلي لتعود ود مدني للسودان وهو يحتفي بذكرى الاستقلال التي تحمل الرقم (69). ومثلما أنشد خليل فرح
ما له أعياه النضال بدنى
وروحى ليه مشتهيه ود مدنى
حق لمدينة بهذا الألق التأريخي،الاقتصادي،المجتمعي،والإبداعي أن يحتفى بعودتها لأحضان الوطن العزيز وأن يغمر الطوفان البشري كل الطرقات إن خروج السودانبين من كل حدب وصوب وفج عميق في مواكب الفرح يعكس تلاحم الشعب مع الجيش ويدلل على ماقدمنا في شأن أهمية ورمزية هذه المدينة الني لو عرف أوباش التمرد قيمتها لما أقدموا على فعلتهم النكراء هذه. إن استرداد ود مدني من ربقة المتمردين بداية لآخر فصول تحرير الأرض من دنسهم وغداً ستلحق بها الخرطوم ومنها تنطلق الجحافل لدار اندوكا وفاشر السلطان وجنوب وشرق دارفور.التحية لقوات الشعب المسلحة وللمستنفرين وللمواطنين الذين صبروا وصابروا..اللهم تقبل الشهداء وعاجل الشفاء للجرجى وعوداً حميداً للاسرى والمفقودين والحمد لله من قبل ومن بعد لله رب العالمين.